قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)رواه البخاري.
حديث حسن غريب كما قال عنه بعض المفسرين والرواة..
وهو حديث يشعرنا بالرضا والاطمئنان التام إذا كنا آمنين في سربنا كما الطير تغدو صباحا أسرابا اسرابا من أجل رزقها ورزق صغارها.. ومن كان معافى في بدنه وبصحة جيدة وقادر على العمل والبذل والكسب والعطاء فهو في نعمة عظيمة..
ما من كان عنده قوت يومه فهو آمن مطمئن على شؤون أسرته الصغيرة.. والحياة كلها تتلخص في ثلاثة: الأمن والمعافاة والاكتفاء الذاتي من الغذاء حتى اذا كان عنده قوت يوم واحد فقط..
وذلك ما نرجوه في حياتنا الآن التي اختلت تماما و أصابها الخلل في كل موضع.. واصبحنا نكابد من أجل الكسب اليومي ومن اجل الدواء والعلاج ومن اجل قوت صغارنا.
وتوفير الأمن والسلامة و الغذاء بأسعار معقولة ودعم الفقراء والمحتاجين مطالب أساسية لكل إنسان في هذا البلد.. (اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف).. لكي تمضي الحياة ويتفرغ أهلها للعمل والسعي والعبادة لابد من الإطعام من الجوع فالجوع كافر.. والأمن من الخوف.. حتى يتحرك الإنسان والمجوعات إلى أعمالهم ومزارعهم ومصانعهم ومدارسهم وجامعاتهم وهم في أمن وطمأنينة.. ذلك عصب الحياة ومقوماتها ودرجاتها الاولى.
فهل الإطعام من الجوع متيسر في بلادنا؟ وهل الأمن من الخوف متوفر في بلادنا؟
سؤالان مهمان في اجابتهما توضيح حالنا و وضعنا الآني.. فنحن بكل صراحة وصدق لانشعر بالامان فاذا خرج ابناؤنا لمدارسهم وجامعاتهم نظل مشفقين عليهم من النهب والسلب والاعتداء.. وكذلك الحال مع بناتنا واخواتنا اذا خرجن للعمل او السوق فنخشى عليهن من تعرضهن للخوف والأذى الجسيم ونهب شنطهن وجوالاتهن واموالهن.. ونخاف على بناتنا من الخطف والترويع.. وهذا حال محزن وصلنا اليه الان. ف9 طويلة و النيقرز وغيرهما يمرحون في شوارع ولاية الخرطوم يرهبون الناس دون خوف من عقاب ولا حساب.. فمتى يعود الامن الى شوارعنا والميادين والساحات والأحياء.. ونتحرك جميعنا مطمئنين الى استتباب الامن في كل ربوع وطننا العزيز.
وكذلك الحال مع غلاء
الأسعار وانخفاض قيمة الجنيه السوداني والتضخم الذي أصبح مخيفا..!! فاصبحت تكلفة الحياة اليومية لا تطاق ولا تحتمل.. ولا يكفي مبلغ الخمسة آلاف جنيه لتلبية متطلبات اسرة صغيرة.. واذا الحد الادني للاجور عشرون ألف جنيه.. فكيف تستقيم الحياة. لرب الأسرة وهو لا يجد ما يكفيه بل يحتاج الى اضعاف اضعاف راتبه لكي يسد رمق جوع أطفاله هذا غير متطلبات أخرى من علاج ورسوم مدارس ومواصلات و….!!
حالة اعجزت الطبيب المداوي والاقتصادي البارع والمحلل الحصيف.!!
فما هو الحل الناجع الشافي الكافي؟
سؤال سيظل معلقا.. لا نريد إجابات مكتوبة وتعليقات ولكن فعلا على الارض.