الرئيسية » المقالات » وحي الفكرة [محجوب الخليفة]: مهنة الحكومات توليد الشعب

وحي الفكرة [محجوب الخليفة]: مهنة الحكومات توليد الشعب

محجوب الخليفة

انت وانا وهو وهم وهن ونحن جميعا ننتظر دائما من حكوماتنا توليد اﻷفكار والمشاريع وبالطبع توليد الكهرباء التي تمثل تحديا فشلت كل حكوماتنا في إنجازه على الرغم من أننا وطن الشمس المشرقة وأرض اﻷنهار الجارية، نحن جميعا ننتظر من حكوماتنا ذلك ، ولم نكتشف الحقيقة المؤسفة عن طبيعة مهنة الحكومات السودانية المتعاقبة.
يبدو أن المهنة الحقيقية للحكومات السودانية المتعاقبة أن تعصر مواطنيها بدلا من معاصرتها للتطور السائد في العالم وان (تطلع زيت الشعب ) مع اهمالها استخلاص زيت حبوبنا الزيتية كالفول والسمسم وغيرها وتصديرها خاما ، ولكان المهنة الحقيقة لتلك الحكومات توليد الشعب نتيجة للضغوط والغلاء وضعف الخدمات ، على الرغم من أن مهنة التوليد من اختصاص القابلات من لدن عهد فرعون موسى ، فالحكومات غير معنية بتوليد الكهرباء وتوفير الطاقة ، وإنما إهدار طاقة المواطن وسنين عمره فيما لا يجدي نفعا، كيف لا والدولة لا تشجع النابهين والمبتكرين ولا تستعين بالعلماء والقادرين ، بينما تحتفل بالمنتفعين وأصحاب المصالح الشخصية ، والذين يجيدون وضع المتاريس والعراقيل أمام كل وطني غيور وينشرون كل ما يحبط الشباب ويدفعهم إلي اليأس من أي بارقة للإصلاح أو أي فرصة للنجاح.
إذا كنت راغبا في رصد ملامح الدولة الفاشلة فعليك ملاحظة غياب أنشطتها الثقافية والرياضية لانشغال الناس ورهقهم بالبحث عن لقمة العيش أو مطاردة المشافي بحثا عن العلاج والدواء، الدولة الفاشلة لا تعرف المنتديات ولا الرحلات والمسارح، بينما ينشط في أوساط الحضور في مناسباتها مغالطات السوقة وجدل الرجرجة ونبوءات الدهماء والمتوغلين على منصات الفكر والشعر والفن والمتسولين على أبواب اﻷثرياء وكاميرات القنوات الفضائية البائسة.
الدولة الفاشلة تعتمد في إدارة شأنها العام على حكومات لا تجيد التخطيط ولا تمتلك رؤية واضحة وبرنامج معروف، بل تبدو عاجزة تماما في الحفاظ على الموجود من الخدمات الضرورية ناهيك عن تطويرها وتسهيل الحصول عليها.
بالمواصفات أعلاه يجب علينا الاعتراف بأننا نعيش في دولة فاشلة وسبب فشلها نحن مواطنيها ثم حكوماتنا التي تشبهنا تماما.