الرئيسية » المقالات » وحي الفكرة [محجوب الخليفة]: ثم ماذا بعد الفوضي اﻹ القيامة؟؟

وحي الفكرة [محجوب الخليفة]: ثم ماذا بعد الفوضي اﻹ القيامة؟؟

محجوب الخليفة

🔅 مقتنع أنا مثل كثيرين من عقلاء المسلمين ، أن حصائل التطرف الديني المصنوع  ستكون وباﻻ علي اﻷمة اﻹسلامية معتدلة التدين ووسطية المنهج ، والتي تتابع اليوم السجال القائم بين التطرفين التطرف اليميني الذي سعي ﻹلغاء وجود كل من يخالفه الرأي وهو التيار الذي يغالب دين الله الجميل ،والهجوم الممنهج للتيار المتطرف اﻵخر ونعني به معسكرالتحالف المنزعج من تمدد اﻹسلام وتماسك الناس وتمسكهم بإرثهم التأريخي وأخلاقهم المتوارثة وهوتيار التحالفات الخفية للجماعات الﻻدينية مع مخابرات عالمية لها خططها للسيطرة علي العالم وانهاء بواعث النضال ومرجعيات الشعوب التي تقف في وجه أطماع هذا المعسكر، وهو التيار الذي يرتعد من غلبة دين الله الجميل الذي يكشف سماحة اﻹسلام المعتدل وتتضج رؤيته في تعامله مع اﻹنسان وبيئته المحيطة.

🔅لاشك أن التيارين المتصارعين منذ عقود خلت وأزمان مضت هما شريكان في مؤامراة إستهداف اﻹسلام وتشويه القيم الراقية للمسلمين اهل الوسطية واﻹعتدال . ولعل ذاك الصراع القديم والمتجدد يشتعل من جديد إكماﻻ للزلزال المخطط  له والمنفذ بدقة لتغيير خارطة الشرق اﻷوسط العقدية والثقافية واﻹجتماعية واﻹقتصادية بإستخدام الجماعات اﻹسلامية المتطرفة المصنوعة والتي تخلق تبريرا مقنعا للتغلل وفرض واقع جديد.

وبنظرة فاحصة للتغيير الذي حدث بالفعل داخل بعض دول الشرق اﻷوسط والعالم العربي تحديدا مثل العراق ، ليبيا ، لبنان اليمن ، ومصر ، يتضح أن خارطة جديدة للتغيير يجري تنفيذها بدقة متناهية ستطال السودان أيضا ﻹكمال تأمين مشروع التغيير ، بإنهاء سطوة التيارات اﻹسلام المتطرف وجماعات اﻹسلام الحركي ، وإظهاراﻹنحياز الكامل لتيار اﻹسلام المعتدل الذي لايرغب في الصدام ويتعاون مع خارطة التغيير ، كما يحدث في تونس ،حيث تساعد نظرية اﻹرباك في تخلي كثيرين وانسلاخهم من إنتماءاتهم لجماعاتهم المتطرفةوتعاونهم الكامل مع موجة علمانية الدولة ومدنية نظم الحكم ، فحقيقة الصراع ليست ضد اﻹسلام المتطرف وإنما ضد اﻹسلام المعتدل نفسه وإحكام السيطرة عليه والتغلغل إلي مفاصل ثوابته.

🔅 سيداو إتفاقية عالمية تحرص علي حقوق المرأة وتفرض مساواتها بالرجل ، سيداو هذه يستخدمها التياران المتصارعان ظاهريا في ترويج نظرية اﻹرباك فهناك نسخة من سيداو تتحدث عن حقوق المرأة ومساواتها بالرجل وحمايتها من مصادرة حقوقها المشروعة وتلك  ينشرها انصار سيداو بينما يروج مناهضيها نسخة تنص علي نسف ترابط اﻷسرة وتجاوز كل القيم اﻷخلاقية وتسمح بالمثلية والعلاقات غير الشرعية بعيدا عن اﻷسرة. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا سيداو ؟ ولماذا تتعرض الدول اﻹسلامية لضغوط هائلة للمصادقة عليها بينما هناك دول غربية أبدت تحفظها تجاهها؟؟ ولماذا تحاول حكومتنا اﻹنتقالية تمريرها رغم أن المصادقة علي سيداو تتطلب عرضها علي البرلمان وكشف أدق تفاصيلها للشعب ؟؟

وربما تطل نفس اﻷسئلة تجاه ما أقدم عليه اﻷمير محمد بن سلمان بإصدار قرار يلغي إعتماد كتب السنة كمصادر صحيحة وبمباركة بعض علماء المملكة ،في خطوة قابلة لﻹنتشار واﻹنفجار معا، إذ أن الشعوب التي لم تنحدر إلي الفوضي تحت الضغوط اﻹقتصادية ربما تمضي بسرعة إلي الفوضي عندما يصل التهديد إلي شرفها ونظمها اﻹجتماعية التي لاتحتمل التغيير ، أو اﻷنتظار . ولربما تصبح كل مجتمعاتنا مثل تلك السيدة المصرية التي قابلتهاكاميرا إحدي القنوات التلفزيونية أثناء خروجها غاضبة من أحد اﻷسواق وهي عاجزة عن شراء اغراضها للغلاء الفاحش حيث سألها المذيع (إيه عايزة ياست في هذا الصباح ؟؟فردت بغضب :- عايزة القيامة تقوم.