هي خمسة أخطاء متداخلة في تنصيب السيد مني اركو مناوي حاكما ﻹقليم دارفور ، وقبل ان نكتبها يجب ان نقر أولا بأحقيته كمواطن سوداني أن يتقلد أي منصب وفي أي موقع داخل وطنه السودان، ثم نسجل بأن اﻷخطاء المذكورة لاحقا ليست من فعله أو هو ليس مصدرها.
* الخطأ الاول :- تسمية حاكم دارفور قبل حسم إدارة البلاد ونظام حكمها (حكم إقليمي كما كان في العهد المايوي أم حكم فيدرالي وﻷئي كما هو الحال حتي لحظة كتابة هذه السطور ) ،علما بأن الحكومة تنشط هذه اﻷيام ﻹقامة مؤتمر لمناقشة هذا الموضوع .
* الخطأ الثاني:- غياب مبررات اختيار حاكم لدارفور قبل غيرها ثم كيف تم اختيار مناوي دون غيره والحكمة من اتخاذ هكذا قرار؟؟
* الخطأ الثالث:- صمت الحكومة وكأنها تؤيد فكرة إقامة مهرجان لتنصيب الحاكم الجديد لدارفور ، وكأنها لا تعرف أن مهرجانات التنصيب واستلام الوظائف تمثل مدخلا واسعا للفساد واﻹستغلال.
* الخطأ الرابع :- تنبني فكرة جمع أموال من مؤسسات وشركات عامة من أجل مقابلة تكاليف حفل التنصيب تجاوز صريح للثورة ونهجها وعمل مخالف لروح التغيير يستوجب المساءلة والعقاب الفوري.
* الخطأ الخامس :- وهو الخطأ اﻷكبر فداحة هو صمت اﻷجهزة اﻻعلامية الرسمية وكل اﻷصوات التي تدعي الحرص على الوطن والدفاع عن ثورة التغيير عن توجيه نقدها لتلك التجاوزات الواضحة ، إذا كانت تلك اﻷجهزة واﻷصوات هي فعلا الحارس اﻷمين لما تحقق من مكتسبات.
التغيير الحقيقي لا تقبل التراخي والمجاملة ولا يسمح أبدا بالفساد مهما تستر كما هو الحال في فكرة جمع أموال بالباطل لتزيين الباطل.
فإذا كان مناوي رجل وطني يحب وطنه ودارفور حقا ،عليه ان يرفض تلك الطقوس الفاسدة (احتفالات التنصيب ) وأن يعلن لكل أهله في وطنه السودان ان يذهب لخدمة وطنه من دارفور وﻻداعي ﻹقامة مهرجان تتويج ﻷنه مواطن مكلف وقع عليه اﻹختيار لخدمة أهل دارفور وذلك وحده تشريف يعينه ﻹنجاز التكليف.
كما أن على حمدوك نفسه رئيس الحكومة اﻹنتقالية اﻹعتذار للشعب السوداني قاطبة عن تلك اﻷخطاء والعمل على تصحيحها على وجه السرعة .