هناك ثمة خطأ تاريخي وهو أشبه بالحالة النفسية المرضية المزمنة وهو اﻹعتقاد بأن الشعب السوداني المطالب بالتغيير وتحسين سلوكه ومعاملاته و اﻹلتزام الصارم بالواجبات الوطنية هو شعب هلامي لا يرى بالعين المجردة ونشير إليه أنا وأنت بضمير الغائب هو والمغيبين هم وهن وهكذا. ويمكنك ملاحظة ذلك في حديثك أنت او حديثي انا عن الوطن والشعب والواجب والمفروض فانت وانا نرمي الشعب السوداني الغائب هو وهم وهن بكل تقصير ونصفهم بكل العيوب ونقف بعيدا ننتقد اﻵخرين ونتعمد اﻹبتعاد عن الحقيقة الواضحة وهي ان الشعب السوداني هو أنا وأنت وليس أي جهة أخري نشير إليها لغة بضمير الغائب او جماعة الغائبين.
إذن يبدأ الإصلاح الوطني أولا بتصحيح هذا الخطأ واﻹعتراف صراحة أن الشعب السوداني هو أنا وأنت فقط لا غير وأن كل العيوب والتقصير وسوء التدبير تهمة يجب أن نتحملها أنا وأنت وأن نعقد العزم علي إصلاح أنفسنا وتصحيح فهمنا واﻹعتراف بأننا نحن شعب السودان المطالب بتغيير سلوكه وثقافته وفهمه للوطنية ومن ثم المبادرة لتغيير البيئة المحيطة .
التغيير يبدا مني منك بمحاربة السلوك السالب والتخلي عن العادات السيئة والتخلص من آفة التنصل من المسئولية والهروب من المشاكل والعقبات اولا مع أنفسنا وثانيا داخل أسرنا وثالثا مع مجتمعنا داخل الحي او القرية او المدينة.
أنا وأنت من نلقي بالأوساخ ولا نحترم النظام ونستسلم ﻷطماعنا وأن كانت هي في حقيقتها تعدي علي حقوق اﻵخرين وتحايل على القانون واحتيال ضد الدولة وخيانة كاملة اﻷركان للوطن.
أنت وأنا سبب اساسي في فساد الحكومات وضعف أداء الدولة وتردي الخدمات جميعا. تسألني كيف ؟؟فأقول لك ربما تكون انت حمدوك او البرهان وربما اكون أنا رئيس القضاء أو النائب العام او لجنة إزالة التمكين ففي هذه الحالة أنت وأنا وجه الدولة وواجهة الوطن وعلينا اﻹلتزام باﻷمانة والصدق والحزم والتطبيق الصارم