التغيير يعني نهاية الماضي المشوه ، وذهاب اﻷحزاب و اﻷلقاب والقوالب القديمة واﻷساليب والوجوه المكررة وكسر طوق السيطرة التأريخية لبعض اﻷسر والبيوت والشخصيات والخروج من عباءة التكرار الممل ، وبالتالي إستشراف بداية جديدة لوطن ناهض يقوده شباب المستقبل بعد تحريره من سجن التكرار السياسي العقيم وتخليصه من قيود الجهل المتمثلة في القبلية والجهوية والحزبية، وتلك اولي مهام التغيير الحقيقي.
ومن الضروري أن يكون الطموح هو تأسيس وطن الشباب المعتمد على العلم والتقانة واﻹبتكار ، يعيد اكتشاف موارد البلاد ولكنه لايتعامل معها ببلادة تجعلها مستباحة للنهب والتهريب واﻹهمال والتلف، كما يتجاوز اﻷساليب البدائية القديمة ، ومن ثم يتجه لخلق خارطة جديدة لﻹنتاج الزراعي والصناعي ووضع نظم جديدة للشراكات اﻹستثمارية الجديدة والمفيدة.
وذلك يتحقق بقيام حزب او كيان أو تجمع شبابي يستوعب طاقات الشباب وبرنامجهم الطموح لبناء وطن بملامح جديدة وقيادات جديدة
الواقع يؤكد أن الشباب يشكلون السواد اﻷعظم لسكان السودان وهم مؤهلون تماما لتولي المسئولية ، بينما ذات الواقع يؤكد أن اﻷحزاب السياسية التقليدية و الوجوه السياسية التي سيطرت علي الساحة السياسية لعقود طويلة قد أدركها الخرف واﻹفلاس ولم تعد قادرة على المواكبة وهى اﻵن خارج دوائر اﻹستيعاب لﻷحداث والمتغيرات المعاصرة والمحتملة فى المستقبل القريب.
من الضروري جدا أن يشرع الشباب صناع الثورة من اﻵن في تأسيس حزب أو كيان او تنظيم جامع يؤهلهم للفوز بثقة الشعب السوداني عقب إنقضاء الفترة اﻹنتقالية ، وأن تنطلق حملات التبشير والترويج والتعريف ببرنامج الشباب وملامح السودان الجديد المتجاوز الروتين والتكرار العقيم سودان العلم واﻹبتكار والتجديد واﻹنتاج وطن العدل الحرية والسلام.