هذا السؤال يحتاج إلى إجابة عاجلة تنتشل الناس من ضبابية الوضع الراهن ،ومن ثم مساعدتهم في قراءة الواقع واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية وطنهم، ولكن ما هي أحوال الوطن المخطوف؟ والإجابة هي أن الوطن المختطف له مواصفات محددة :-
اولا :’لا يعرف شعبه حاكمه الحقيقي ، ثانيا يتفاجأ الناس كل صباح بأخبار وحكايات ورويات لأحداث مفزعة جدا ،واخري محبطة، وثالثة مربكة،وكمثال الأخبار المفزعة إخلاء قاعدة وادي سيدنا وسحب سلاح الطيران إلي الأبيض ،
غموض هذا الخبر المفزع يجعل الشعب يضع توقعاته للأسباب التي تقف وراء إخلاء قاعدة وادي سيدنا فهي لا تخرج من أحد هذه الإحتمالات، الاحتمال الأول قبول السودان ومنحه رخصة للطيران الروسي بإستخدام وادي سيدنا كقاعدة حربية إحتياطية في حربها ضد أوكرانيا، والاحتمال الثاني هو أن الطائرات المتوقع هبوطها في وادي سيدنا هي طائرات حربية إشتراها قائد الدعم السريع الفريق حميدتي،في إطار محاولاته تطوير قدرات قوات الدعم السريع.
والإحتمال الأخير أن يكون وجود الطائرات الروسية في وادي سيدنا مرتبط بتوسع نشاط الشركات الروسية في مجالات التعدين بعد توقيع نائب رئيس مجلس السيادة اتفاقيات شراكة ضخمة مع روسيا في مجال التعدين.
ومهما يكن من أمر فيما يتعلق بإخلاء قاعدة وادي سيدنا ،فإن من حق الشعب علي قواته المسلحة معرفة الحقيقة عبر بيان واضح للناطق الرسمي للقوات المسلحة يجيب علي التساؤل ويضع حدا للتسريبات والتخمينات، المتداولة.
ثم أنه من مواصفات الوطن المخطوف ، أن تحاصر الأزمات الشعب، وإن تتكاثر اسباب الانهيار الاقتصادي، وتتصاعد أسعار السلع بسرعة تفوق كل التوقعات المنطقية، حتى تصبح مهمة وزير المالية بث الأخبار المحبطة بدلا من طرح الحلول واتخاذ الخطوات العملية لتخفيف المعاناة، فيكون هم الوزير تنفيذ الالتزام المتعلق باتفاقية جوبا ، وليس الخدمات الضرورية للشعب، لتختفي حصص دقيق الخبز المدعوم ،ثم تتسارع وتيرة الزيادات في أسعار الوقود، وتعجز الحكومة في تمويل السماد للموسم الزراعي الشتوي، ثم ليقفز سعر الدولار لأرقام قياسية لأن وزير المالية يحدث الناس عن ضعف إحتياطي البنك المركزي من الدولار، لتكون النتيجة مزيدا من الانهيار للجنيه السوداني.
الوطن المخطوف كثيرا ما يتخذ قادته القرارات المخيفة التي تهدد سلمه الإجتماعي وتبذر الفتن المهلكة، كأن يقرر أحدهم ترسيم حدود داخل أحد أقاليم البلاد وفق التواجد القبلي، حيث يذهب تنفيذ مثل هكذا قرار بالسودان إلي فتنة وصراعات مهلكة لا تنتهي بسهولة ، علما بأن هناك لجنة قومية مختصة تضم علماء وخبراء ،كان من الأوجب استشارتهم والرجوع إليهم قبل إتخاذ أي قرار يهدد أمن سلامة السودان.
ومن أخطر مواصفات الوطن المخطوف، اختفاء المؤسسات التشريعية، والقانونية، وإن تغيب القراءة الصحيحة للآثار الأمنية والأقتصادية، والاجتماعية لأي قرار ، حيث لايصلح الارتجال فيما يتعلق بأمن وسلامة واستقرار البلاد.
ياحماة الشعب
ياجيش الوطن
يا شباب المجد
في كل زمن
انقذوا الشعب
فقد ارهقه
شدة الظلم
وحلم مرتهن
انقذوا الشعب
فقد افزعه
حدة الفقر
وانواع الفتن
أيها الجيش
الا تسمعنا
طهر السودان
من هذا العفن
خلص السودان
ممن جعلوا
سيد الأوطان
في هذا الوهن.
الشباب الحر
لن تهزمه
سطوة البطش
واصناف الإحن
الشباب الحر قد
اشعلها ثورة
بسلام وصمود وكفن.
إنما السودان سلم وأمان
وجمال وكنوز ووطن.