الرئيسية » المقالات » وحي الفكرة [محجوب الخليفة]:مواجهة انفسكم بعد مواجهات الشارع

وحي الفكرة [محجوب الخليفة]:مواجهة انفسكم بعد مواجهات الشارع

الخليفة

انتهت مواجهة الشوارع في السودان (الصراع بين مكونات الحكم اﻹنتقالي) ولكن المعركة مازالت قائمة ، وهي ستظل حتى يقرر كل من البرهان وحميدتي وحمدوك مواجهة أنفسهم والجلوس وجها لوجه واﻹعتراف باﻷخطاء التي ارتكبوها في حق هذا الشعب الكريم .
ﻷنهم قد ارتكبوا خطأ واحدا ترتبت عليه مجموعة من اﻷخطاء والتي تسببت في كل صور اﻹحتقان واﻹختناق الذي تعاني منه البلاد اﻵن.
والخطأ الذي أوصل البلاد لهذا الوضع المأزوم هو اﻹمتناع عن التواصل واﻹجتماعات المكثفة لمواجهة القضايا العاجلة واختيارهم للدخول في مغامرات الرهان الخاسر والتعويل علي الشارع لحسم خلافات لا تحسمها الا المواجهة المباشرة والاجتماعات التي تناقش أوجه القصور ومواضع الخلل.
المواجهة هي ان يجتمع البرهان مع مكونه العسكري وتسجيل كل نقاط خلافهم واعتراضاتهم ومآخذهم علي المكون المدني واخطائه بشرط اﻹبتعاد عن شخصنة الاعتراض مع حجة البرهان فيما ذهب إليه من تعطيل اجتماع مجلس السيادة وغيابه عن المشهد السياسي ، ثم وضع مقترح لمعالجة الوضع قابل للمناقشة والتعديل .
كما أنه علي حمدوك الاجتماع مع مكونه المدني وتحديد أخطاء المكون العسكري ورصد كل ما ادى الى تعطيل نشاط الدولة ووضع العقبات أمام الجهاز التنفيذي ، مع وضع مقترح لمعالجة الوضع قابل للمناقشة والتعديل.
فقد يكتشف الجانبان نقاط التلاقي ومن ثم تعزيزها واكتشاف نقاط الخلاف والعمل علي تخفيف حدة الخلافات حولها.فإذا استطاع رئيس مجلس السيادة اثبات ان التعطيل سببه ضعف المكون المدني وخلافات حواضنه وجب علي حمدوك حينها حل حكومته واﻹتجاه نحو تكوين حكومة كفاءات بعيدا عن المحاصصات .
أما إذا تمكن حمدوك إثبات ان التعطيل من صناعة المكون العسكري وتهربه من تنفيذ ما جاء في الوثيقة الدستورية بما في ذلك تسليم رئاسة مجلس السيادة للمدنيين بعد انقضاء فترة رئاسة العسكريين ، والقبول بما تم التوافق عليه فيما يخص إعادة تأهيل الجيش وتوحيده وازالة كل التشوهات وانهاء وجود كافة المليشيات العسكرية بمافيها الدعم السريع وجيوش الحركات المسلحة فإنه يتوجب علي البرهان ومكونه العسكري اﻹلتزام والذهاب الي شراكة مفيدة تساعد الحكومة اﻹنتقالية في تنفيذ مهامها كما ينبغي.
انتهت مواجهة الشوارع إلى نتيجة واحدة وهي أنها لن تستطيع حسم اﻹحتقان السياسي ﻷن الشارع مهما كانت قوته فهو يحتاج لمن يستجيب لرغباته ويحققها بالقرار النافذ بحكم الموقع والسلطة، انتهت مواجهة الشوارع لنكتشف أن المعالجة الحقيقية للوضع المأزوم هو مواجهة القيادات ﻷنفسهم اولا ثم قبولهم بالجلوس والمواجهة ومن ثم إصدار القرارات الصعبة لصالح الوطن
فمتى يسرع البرهان وحمدوك إلي اﻹرتقاء لمستوي المسئولية التأريخية ليجتمع المكونين والجلوس معا واتخاذ قرارات شجاعة تخلص الوطن من اﻹنزلاق إلي الهاوية.