الأيام دول وعجلة الحياة لا تتوقف ولن يظل البرهان ولاحميدتي ولا الحرية والتغيير ومن يقف ورائهم هكذا يتصدرون المشهد فلا شيئ يدوم فلا السلطة تبقي ولا اهل السلطان يخلدون، وتلك هي الحقيقة التي يتعمد تجاهلها من يديرون السودان اليوم .
رئيس السودان القادم ستواجهه صعوبات جمة وتحديات جسام ، أولاها هي أنه سيتسلم وطن بحاجة للتأسيس من الصفر ، فالشوارع والمصانع وقبلها نفوس الناس ورغبتهم في الحياة والعمل والإنتاج والتجديد تحتاج لمعالجة لأن كل ذلك قد طالها التخريب والإحباط والتعذيب ، فالتروس التي نشاهدها اليوم على الشوارع والطرقات تصحبها تروس وحواجز نفسية تنشأ في نفوس وقلوب السودانيين وهي حواجز اكثر ضررا وتعطيلا من تروس الشوارع.
الرئيس القادم يحتاج ومن الآن أن يكون على رأس مجموعة مؤهلة ومتخصصة في فن الترميم وإعادة البناء، اولا بناء مواطن بمواصفات لاتشبهنا نحن الذين نتحدث عن الأخلاق ونمارس الإنحراف وندعي الالتزام ونعيش الفوضى ونطالب بالانضباط ونعتمد الغش والخداع والنفاق منهجا ونشارك في الثورة ونخونها في ذات الوقت.فلا حاجة للرئيس القادم لشعب يمارس النفاق ويكره الوفاق.
رئيسنا القادم وهو المنقذ المنتظر من جيل جديد يمتاز بالذكاء والوضوح ويعتمد على العلم والعمل ومواكب لهذا العصر التقني، الذي ينهض على التخطيط المحكم والترتيب الدقيق ،والذي لا يسمح للجهل بالتسلل إلي مواقع المسئولية ولا يمنح اللصوص فرصة لسرقة الوطن والمواطن.
رئيسنا القادم ستواجهه في علاقات السودان الخارجية صعوبات شاقة جدا ، فهو يحتاج ان يتقمص روح الشاعر العربي العباس بن مرداس، عندما وقف أمام أحد الملوك فشعر باحتقار الملك له ،فانشد أمامه:-
ترى الرجل النحيف فتزدريه
وفي أثوابه الأسد الهصور
ويعجبك الطرير فتبتغيه
فيخلف ظنك الرجل الطرير
لقد عَظُمَ البعيرُ بغير لبٍ
فلم يستغنْ بالعظم البعيرُ
تصرفه الوليدة بالهراويّ
وتصرفه إلي أنّا تسير
بُغاث الطير أكثرها فراخاً
وأمٌ الصّقر مغلاةُ نذورُ.
يحتاج رئيسنا القادم ذلك لأن صورة رؤساء السودان في السنوات السابقة قد شابها التشويه والذل والإحتقار، لأن منهم من يقبل لنفسه ووطنه الأ يستقبل في مطارات الدول وقصور الحكام من رصفائهم
فقد قبلوا ان تسحب الندية،وتشريفات الاستقبال والترحيب منهم دون إحتاج أو اعتراض ،وكأنهم لايعرفون أن من يستقبلك بفتور ويظهر لك احتقاره لن يستمع إليك ولكنه سيسرع إلي فرض أوامره وتوجيهاته وسيبقيك في خانة المغفل.
رئيسنا القادم سيكون بإذن الله رئيسا لوطن منتج وشعب قادر علي استعادة كبريائه وتفوقه، وأكثر اصرار علي ان يثبت للعالم ان السودان هو مهد الحضارة ووطن التفوق البشري الأول.