سب الدين والإساءة لعقائد الناس جريمة تستحق العقاب والمسئولة عن تطبيقه الجهات القانونية والعدلية في البلاد، كما ان عقابا الهيا ينتظر مرتكب خطيئة سب الدين.أما التنمر
والوصف العنصري البغيض
فتلك جريمة أخري تستوجب المحاسبة، لأنها جاهلية،بدت في سلوك أحد صحابة رسول الله وهو أبوذر الغفاري تجاه أخيه الصحابي الجليل ومؤذن رسول الله بلال بن رباح، عندما عيره بسواد لون بعبارة تقطر دما (حتى أنت يابن السوداء) ،وفات علي سيدنا أباذر ان بلال مثل خلق الله الآخرين ما كان له خيارا في إختيار جنسه ولونه وحسبه ،وكأن سيدنا ابوذر يسبه بما لم ليس له يد فيه، ولعل إسراع بلال برفع شكوى عاجلة لسيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم ،فيها حسم لفتنة قد تتكاثر بمثل هكذا سلوك ، ولذا جاء توبيخ الرسول لأبي ذر بعبارات قاسية جدا (إنك إمرؤ فيك جاهلية) ،مما دفع سيدنا اباذر ووضع خده علي التراب وهو يبكي طالبا من سيدنا بلال ان يطأه بقدمه تعبيرا عن شدة ندمه مما بدر منه، لأن بلالا لايقبل لأخيه ذلا رفض بل مديده لأبي ذر وعانقه وهما يبكيان (تلك مدرسة الإسلام والتربية المحمدية الراقية).
كل ما ذكرنا في السطور أعلاه مرتبط بالفيديو المسرب عبر وسائط التواصل
العبارات القبيحة بالتعليق السخيف الذي جرى بين رجلين من رجال القانون، إذ سب أحدهما الدين في نهار شهر رمضان الكريم وهو الاستاذ محمد شوكت المحامي ، ولم يكتف بسب الدين بل زاد بوصفه للأخ لقمان أحمد المدير السابق للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون بعبارات عنصرية وتوصيف سيئ جدا لشكله،وإذا صح أن الفيديو تسرب بحالته هكذا ،فإن الكلام يفضح جهل بعض من يتصدرون مواقع العدل والقانون،إذ لا يقبل أبدا أن يكون أهل القضاء الجالس أو القضاء الواقف بهذا المستوى المخجل من الجهل والعبط، وكأن من صدرت منه تلك العبارات لم يفهم أن الإنسان لا خيار له في أربع
اصله ونسبه ، ولونه ، ووطنه. كما أن سب الدين والإساءة للعقائد لايعقل أن يصدر ممن يدعي المعرفة وينتمي لحزب إسلامي ،فإذا كان سيدنا أبو ذر وبعظمته ومكانته في الإسلام قد وضع خده علي التراب ليطأه اخوه بلال، فكيف تكون كفارة خطأ محمد شوكت تجاه أخيه لقمان ؟؟
خلاصة القول التي يجب ان يستوعبها كل مسلم ،أن تكرار خطأ ابي ذر الغفاري يعد مؤشرا خطيرا يؤكد أن من يرتكب ذات الفعل وينطق عبارات التنمر العنصري هو إنسان لا علاقة له بالإسلام ،لأن الإسلام الذي يعرفه الجميع أسقط ومنذ قرون طويلة قضايا الجنس واللون والقبيلة وكل التصنيفات العنصرية البغيضة وجاء القرآن يقول وبكل وضوح (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير )
أما مايخصنا نحن السودانين فلايحق لأحد أن يزدري أخاه ابدا ، لأن البحث الجيني للسوداني أكد بأنهم من أصول متقاربة إن لم تكن واحدة (الخارطة الجينية لقبائل السودان -جامعة الخرطوم)، ولعل العبارة التي واردها استاذنا البوني في احد مقالاته ايام صحيفة السودان الحديث (السوداني لو حسب لي مية يرجع لي تية) يعني لقمان ومحمد شوكت أو أبوبكر غبدالرازق ماف حد احسن من حد، وعلي المخطئين الرجوع والاستغفار والإعتذار.