وكأن الحكومة (حكومة المكون العسكري ) هي ذات الشخص الذي دعا أصحابه لمشاركته عيد ميلاده، ولكنه وقبل يوم الإحتفال أجرى تعديلا في سور منزله، حيث بني سورا داخليا وجعل له بابين الأول من جهة اليمين والآخر من جهة اليسار
وما ان حان موعد وصول ضيوفه وقف في صدر سوره الكبيريستقبلهم،فمن جاء يحمل هدية قيمة أشار إليه مرحبا يدخل بالباب اليمين ليجد الضيف نفسه داخل المكان المجهز للإحتفال،ومن جاء خالي الوفاض إلا من الأمنيات ، رحب به متهللا ثم أشار اليه ليدخل بالباب اليسار ليتفاجأ بخروجه إلي الشارع مباشرة.
المكون العسكري في الحكومة الانتقالية هو صاحب الاحتفال ، وهو من بنى سورا داخل السور الكبير وهو من رتب لدخول صناع الثورة، ورئيس الوزراء حمدوك وكل الشعب بل والوطن نفسه من الباب اليسار والذي يؤدي إلي الشارع ،
وهو طريق المعاناة من فوضى الغلاء الفاحش وضعف الخدمات وانهيار مقومات الدولة، وانتشار النهب والسلب والتهريب ، بينما تمتع الذين دخلوا من الباب اليمين ( الدعم السريع والحركات المسلحة، والفلول، والحرية والتغيير مجموعة جبريل والتوم هجو ومناوي وغيرهم ) بكامل الضيافة والاسترخاء.
خلاصة الوضع الراهن ، هو أن البلاد بدلا من الدخول إلي مرحلة انتقالية تقودها إلي التحول لحكم مدني يؤسس لدولة العدل والسلم والعلم والريادة ،الإ أنها قد سقطت أسيرة لفترة إنتقامية، لا يعرف الشعب من هو حاكمه الحقيقي ؟ ولمن يشتكي من رداءة الخدمات والغلاء الفاحش ، وسرقة ثرواته جهارا نهارا ؟
فما أقبح ان يصبح الشعب يتيما والحاكم لئيما تجاه وطنه ومواطنيه ، حتى لكأن شعارا قد كتب بوضوح وينفذ بصرامة وهو (لا عزاء للوطن والمواطن).