ثلاثة عوائق تمنع بعض الشعوب من النهوض والتطور ، العائق الاول، الجهل، العائق الثاني التربية المشهوة، والعائق الثالث والأخير والخطير الحسد.
فالجاهل عدو لنفسه اولا وبالتأكيد عدو لمجتمعه ووطنه، لأنه لا يعرف شيئا ولا يدرك ما ينفعه وما يضره ،فهو بالتالي خطر علي نفسه وعلى وطنه.
أما التربية المشوهة هي الأخري تحرم بعض الشعوب من التقدم أو التكاتف من أجل وطنهم ،والتربية المشوهة هي آفة تورث كل العيوب ، لانها تغرس في نفوس الأجيال الأوهام والمعلومات المغلوطة وتزرع في عقولهم تقاليد
وأعراف ما انزل الله بها من سلطان ، وربما كان التغافل عن الأخطاء الصغيرة وتجاهل التوجيه والتنبيه لحظة ارتكاب الخطأ هو السبب الرئيس في ظهور لصوصية وفساد كبار المسئولين وصغارهم لاحقا، فالطفل الذي ترسله أسرته لشراء رطل سكر من البقالة المجاورة، أو شراء رغيف من المخبز القريب فيستجيب لرغبة نفسه في قضم رغيف أو سف حفنة قليلة من السكر ، هو شخص ينام في داخله لص ربما يستيقظ عندما يصبح مسئولا في دواوين الدولة وتقع تحت مسئوليته الأموال العامة
فإذا كنت عزيزي القارئ ممن سف حفنة السكر وهو في طريقه من البقالة الي المنزل أو قضم رغيفة في طريقة عودته من المخبز المجاور ،فأنت بلا شك ينام في داخلك لص ينتظر الوقت المناسب والفرصة المواتية.
أما ثالث العوائق وهو أخطرها علي الإطلاق هو الحسد، لأنه يشتمل علي أضرار مركبة، فالحاسد لا يقدم ما يفيد غيره، ولا يرضى ان يقوم غيره بتقديم مايفيد وينفع الآخرين ، مع حرصه وبكل السبل ان تزول النعم عن الآخرين ، لأن الحاسد هو من يتمنى زوال نعم الله علي عباده،وهو بالتالي يعترض علي حكم الله وكرمه، ولذا فإن المجتمعات التي يتكاثر حسادها ستظل حبيسة للمعاناة والتخلف والنزاعات.
السؤال هل يحتاج السودان الي دراسة اجتماعية دقيقة لمعرفة معدلات التواجد والتنامي لتلك العوائق الثلاثة ( الجهل، التربية المشوهة والحسد)؟ للتأكد فإذا ثبت خلو السودان منها استبشرنا خيرا، وإذا ثبت وجودها وسيطرتها اتجهنا لابتكار إستراتيجية قومية لمحاربة تلك العوائق وتخليص البلاد منها تماما. لأننا حينها ستكتشف ان فشلنا وعجزنا وتنازعنا، وضياع مواردنا وغياب تطورنا ثقافيا، واقتصاديا، واجتماعيا، ورياضيا ،بسبب سيطرة تلك العوائق الثلاثة.