الرئيسية » المقالات » وحي الفكرة [محجوب الخليفة]:عزلة الالوان

وحي الفكرة [محجوب الخليفة]:عزلة الالوان

الخليفة

يا لبؤس البشرية وهي تعتمد ثقافة ابليس و تستعير موازينه فترفض تجانس الالوان والاعراق وتنشط في اختلاق صراعات الألوان وصدام الأعراق
والاختلاف والتمايز الذي صنعه الله رحمة بخلقه ورأفته بمخلوقاته يتحول بثقافة إبليسوتقييسه الغريب الي صراعات لا تنتهي وشحناء تنتظر الانفجار..
ابليس هو من بدأ التمييز العنصري وابتدع التقييس المقيت واعتمد بعلمه المنقوص النظرة الظالمة عندما رفض السجود لآدم بحجة انه افضل من آدم فآدم المخلوق من طين اقل مكانة وادني عنصرا فلا يمكن ان يسجد إبليس المخلوق من نار لآدم المخلوق من طين..
والقرآن يحكي كيف ان ابليس لم يستجب لامر ربه بالسجود لآدم..
فثقافة ابليس تظن ان النار كعنصر اسمي من الطين والحقيقة تقول ان النار عنصر خرج من الطين وهذه الحقيقة جاءت في النص القرآني بوضوح لا لبس فيه… أليس الله هو القائل :- (الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا ) سورة يس والشجر الاخضر يخرج من الطين بنص القرآن ايضا..( انا صببنا الماء صبا ثم شققنا الارض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وابا متاعا لكم وﻷنعامكم)سورة عبس
وثقافة ابليس اللعين هذه تسيطر علي العقول الخاوية ويتخذها كثيرون نهجا فتتسبب في التصانيف العجيبة والمقايسة الظالمة والتي تتحول الي سجون تعتقل فيها الافكار والاقوال والثقافات ويحرم بسببها الملايين من حقوقهم المشروعة وتسرق ثرواتهم وقبلها حرياتهم وارواحهم ليس لشئ سوى انهم الأدنى بموازين إبليس
وأفريقيا وطن آدم الأول على وجه الأرض والتي تحمل سحنته الاصل قلما يجد النابهون فيها حقهم المشروع في التنافس …
ثقافة ابليس المشوهة متجذرة في النفوس المنحرفة والتي تدعي الايمان بالله وتزعم امتلاكها للعلم والمعرفة ..ولذا نجد التمييز العنصري موجودا في اركان الدنيا ومقيما وسط والوطن الواحد بل القبيلة الواحدة متسللا حتي الي الاسرة الواحدة..
ونحن من حول تجانس الالوان وتناسقها الي صراع مؤسف مع سبق الإصرار والترصد… فما الذي جعل الجهلة يظنون ان الليل والنهار في تضاد وليس في تناوب كما هو معروف ومشاهد…وهو ذات الاعتقاد العقيم الذي جعل علماء العربية في ستينيات القرن العشرين
وفي مجمع اللغة العربية بالقاهرة يظهرون سخريتهم علنا وفي وجه رئيس وفد السودان دكتور عبدالله الطيب المجذوب استنادا علي ثقافة ابليس ونظرته ..مما اضطر الدكتور عبدالله الطيب وبعد ان قدمه الدكتور طه حسين لمخاطبتهم يتعمد كشف جهلهم بالعربية وعدم معرفتهم بأصول اللسان العربي فحدثهم بلغة عربية لم يفهموا فيها حرفا فأحتار الجميع سوي طه حسين ومحمود محمد شاكر
والذين يعرفون من هو عبدالله الطيب وكيف ان اهل السودان يتصدرون فقه اللغة ويجيدون تأصيلها وماكان لعلماء العربية يومها من ينقذهم سوى ان يطلب الدكتور طه حسين من أخيه الدكتور عبدالله الطيب ويرجوه بأن يخاطب الحضور علي قدر عقولهم..
.منوها ان الدكتور عبدالله الطيب يحدثهم بلغة هجرها العرب منذ اربعة قرون… ليدرك الحضور انهم سخروا ممن يفوقهم وعلما وتعجلوا في الحكم عليه استنادا إلى سحنته والي وطنه والذي لايزال يعاني من ثقافة إبليس في المعاملات السياسية والاقتصادية والثقافية في محيطه العربي…ليظل السودان وطنا محاصرا مهما امتلك من الكنوز الفكرية والاقتصادية والثقافية …
ولعل ماكتبه احد الصحفيين خلال اليومين الماضيين عن عنصرية قناة الجزيرة العربية يصب الملح علي ذات الجرح فقد تحدث بغضب ظاهر عن سهم السودانيين في تاسيس هذه القناة وبناء مجدها الاسطوري وان عطائهم لا يستحق ان يقابل بجحود وعنصرية نتنة تحرمهم من الظهور علي الشاشة تقديم تقاريرهم المحكمة والتي لا ينافسهم فيها أحد لا لشئ سوي ذات الثقافة المتجذرة في عقول اصحاب السحنات البيضاء انهم هم وحدهم من يحق لهم الصدارة…
كنت قد دخلت في سجال طويل مع مجموعة من الشباب العربي من مصر والعراق والمغرب وليبيا على الانترنت عندما أظهروا سخرية مؤلم تجاه صورة لشاب وفتاة من الصومال الشقيق وتطاول تهكمهم فتصدى لهم أحدثهم عن حكمة الله في تباين الالوان والاعراق والارزاق.. وان الكون تحكمه هندسه وابداع الهي مدهش ..وتمكنت من الانتصار عليهم بحملهم الي الاعتذار واعترافهم بجهلهم وكيف انهم يعتمدون ثقافة إبليس اللعين مما يهددهم بالخروج عن الدين وتعاليمه السمحة… ثم رميهم بهذه الكلمات عن تباين الالوان وعزلتها…
عزلة الالوان
الله قدر في بني الانسانِِ
مما اراد تباين الالوانِ
والعلم والارزاق في درجاتها
فالاختلاف محاسن الاكوانِِ
لا معنى للبيضان حب بهائهم
لولا وجود السمر والسودانِ
والقبح يمنح صامتا في حالة
معنى الحلاوة عند اي حسانِ
ان التباين نعمة يا اخوتي
سر الحياة وصنعة الرحمنِ
( قطع اخضر الآن)