والخرطوم التي تتلفت بنظرات تحدث عن الحيرة والدهشة والأسئلة المعلقة ،لا تستطيع تأكيد أو تكذيب التسريبات التي تتسابق منصات التواصل الإجتماعي في نشرها،علي الرغم أن الخرطوم متيقنة تماما من ان ساعات قليلة تفصل بينها ومفاجأة من العيار الثقيل، ولعل مبعث اليقين سبين لا ثالث لهما :-
الأول :- أن الولايات المتحدة الأمريكية ودول مؤثرة جدا بمحيطنا الإقليمي قد ضاقت ذرعا من إستمرار وضع السودان الحالي وهو غياب الدولة مع تفاقم السيولة السياسية والاقتصادية والأمنية، لأن الوضع الحالي يضر بمصالحها ومشاريعها الإستراتيجية المستقبلية في المنطقة.
والثاني:- هو عجز السودانيين عن إبتكار مخرج للوضع المأزوم .
ومفاجأة الساعات القليلة القادمة، والتي بدأت بعض القنوات والوكالات الإخبارية العالمية تحشد لها مراسليها، هي ولادة قيصرية بالغة الخطورة لأنها تتم تحت ضغوط هائلة وتهديد صارم مع التلويح بعقوبات أقسى مما كان يعاني منها السودان قبل إندلاع ثورة ديسمبر الشبابية ، وهي مفاجأة التنازلات المنتزعة لصالح تأمين الانتقال والاستعداد للانتخابات.
والغريب في الأمر أن الشعب السوداني الذي ينتظر المفاجأة المتوقعة منقسم ،حتي في توقعاته لتلك المفاجأة، فهناك من يعتقد أن المجموعات المدنية، الحرية والتغير وأخواتها قد تنازلت عن شروطها القاسية وقبلت بمشاركة المكون العسكري بعد تقديم المكون العسكري نفسه لبعض التنازلات لصالح التوافق لإكمال الفترة الانتقالية
كما أن هناك من يرى أن المفاجأة تحمل نصرا للمكون المدني ، وتلزم المكون العسكري بالانسحاب من المشهد السياسي والذهاب الي مهامه العسكرية البحتة،في تأمين البلاد وحماية الوطن وتطوير القدرات التسليحية والقتالية
بينما يذهب آخرون إلي أن المفاجأة هي تنازل كامل من الطرفين وتحت الضغوط استباقا للتاريخ المحدد بالخامس عشر من شهر يونيو الجاري ،والذي سيعيد السودان الي الحصار وحرمانه من مشروع إلغاء الديون وإنزال عقوبات شخصية تطال المجلس العسكري وبعض قادة المكون المدني نفسه
الذين ساهموا في تعطيل الانتقال الديمقراطي ، ومهما يكن من أمر التوقعات تجاه مفاجأة الساعات القليلة القادمة فأن الأمل معقود علي أن ينتصر الوطن علي الطموحات الشخصية والحزبية الضيقة ،وأن تنتهي كل مظاهر الفوضى وأن تعود كل مؤسسات الدولة للعمل من جديد.