*جهل المعرفة مهنة الشعوب المتخلف
*معرفة الجهل مهنة العارفين فقط
من يجهلون المعرفة يعتقدون أن جهلهم هو المعرفة في ابهي صورها ، أما من يعرفون الجهل هم بلا شك يدركون تماما و بمعرفتهم خطر الجهل واضراره .
أين تكمن المشكلة إذن ؟؟
تكمن المشكلة في إعتقاد الشعوب وتمسكها بالجهل ظنا منها بأنه المعرفة وأن أي ثورة لتغييره أو أي محاولة لمناهضته هي خيانة أو مؤامرة كبرى ضد المواطن والوطن، وهناك حالة نفسية حاضرة لدى تلك الشعوب تسمى نظرية المؤامرة ، وهي نقطة ضعف تستغلها بعض الجهات لصالحها ، وتتسلل عبرها جهات منتفعة توظف وهم نظرية المؤامرة من أجل السيطرة علي موارد البلاد.
وملامح الدولة التي تمارس جهل المعرفة ، حتى لكأنه عقيدة مقدسة هي كاﻵتي:
اولا:- تفتقر إلى قاعدة بيانات واضحة (السكان (مواطنين واجانب) – الموارد- (طاقة -ثروات زراعية ، حيوانية ، بترول ، معادن ) الصادرات – الواردات – المنشآت والمشاريع القائمة)
ثانيا:- لا تنتبه إلى اهمية وزارة التربية والتعليم ، فلا تحسن وضع المناهج ولاتهتم بمكانة المعلم وتحسين وضعه وخلق بيئة مساعدة للتحصيل.
ثالثا:- عاجزة عن التخلص من إﻹنتماءات القبلية والسياسية وتقديم القبيلة او الحزب علي الوطن وهي بذلك غارقة إلى أذنيها فيما يسمى بلغط الهوية .
رابعا :- لايهتم مواطنها بأداء واجباته كمواطن تجاه وطنه واﻵخرين بينما تتجاهل الدولة حقوق المواطن ، فتكون النتيجة مواطن يجهل حق وطنه عليه ودولة تجهل حق مواطنها عليها.
خامسا:- وبسبب جهل المعرفة لدى تلك الشعوب تكون ثورتها نصف ثورة ، والتغيير موجة عابرة ﻹن البني التحتية للبناء ضعيفة ومشوهة ولا تستند إلى العلم والمعلومات.
والسؤال كيف تتفوق معرفة الجهل علي جهل المعرفة؟؟
و اﻹجابة بالتأكيد هي :- بالمواجهة ، وكشف الجهل والسلوك القائم عليه وتعريته تماما ، وتطهير العقل الجمعي من كل اﻷوهام التي تسيطر عليها وتمنع التغيير علي مستوى اﻷفراد والمجتمعات ومن ثم الدولة ،والمواجهة تبدأ مني ومنك بسؤال أنفسنا وتقييم وضعنا وحالتنا النفسية ، ومن ثم كشف وضعنا وإلي أي مجموعة ننتمي (جهل المعرفة أم معرفة الجهل ؟؟) ، وكيف نتخلص من الحالة النفسية المرضية إذا تأكدنا بأننا رهائن لجهل المعرفة ، فلا نأبه بأداء واجباتها ولا نسعى لكسب حقوقنا وحمايتها ؟
أنا شخصيا أسجل اعترافا واضحا بأنني مازلت محاصرا بسطوة جهل المعرفة ، وأحاول رغم كل العقبات الكثيرة التخلص من كل العيوب التي تقيدني وتحول بيني وبلوغ معرفة الجهل ومن ثم السماح للتغيير ليضيئ طريقة تفكيري ويطور سلوكي لﻷحسن.