العلم ،والمعرفة والجهل والتجهيل، هناك ثمة فوارق بين معاني هذه المتشابهات، ولكن التوصيف الدقيق لكل واحد منها يظهر إختلاف المعاني.
فالعلم هو إدراك الكلي والمركب من المحسوسات
بينما المعرفة هي إدراك الجزئي والبسيط من المتصورات ذهنيا ،كما جاء في الجزء العاشر من كتاب لسان العرب لإبن منظور.
أما الجهل فهو غياب العلم والمعرفة وسيادة الفراغ حول ما يجب ان يدرك بالعلم أو المعرفة ، أما التجهيل فهو إستخدام أساليب العلم والمعرفة ووسائلها لزرع الأوهام والمعلومات المضللة .
ويمكنك انت تقول عرفت الله ولا يستقيم ان تقول علمت الله. والله وصف ذاته بأنه عالم ولم يصفها بعارف لأن العقول والتصورات تنتهي إليه بالمعرفة ولاتتجاوزه.
وأفضل الناس عارف بالله وقد يكون عالما فيما اشتملت عليه مخلوقات الله
والعلم يكتسب بالجريب (البحوث العلمية ) والتدريب ( التكرار والمحاكاة) وهي تعتمد على الحواس تماما.
والمعارف عندما تتنزل إلي واقع المحسوسات بالتدوين والتدريس والتبليغ تصير علوما نظرية مثل علم التوحيد ،علم التفسير ،وعلم الحديث،علم النحو ،علم البلاغة علم اللغات، وعلم الترجمة ، وعلم العروض وغيرها.
والإنسان في حاجة مستمرة للعلم والمعرفة معا ، ولعل سورة العلق قد أوضحت تلازم العلم والمعرفة في قول الله (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم).
ولعله من الخطل الواضح الاكتفاء بالعلوم النظرية والانكفاء بمعرفة التصورات ، وهي معارف التنظير ،مما يشكل حصارا متعمدا للعقول ومنعها من الاقتراب من العلوم التطبيقية المكتسبة بالتجريب والتدريب والابتكار ، (ذلك من أهم أسباب تأخرنا عن منافسة الدول الغربية في مجالات الابتكارات العلمية والتقنية)
كما أنه لا يعقل أن يتمسك اهل العلم التجريبي أو التطبيقي بتقييسهم القائم علي التجريب والتدريب والمشاهدة للعوالم المدركة(الطبيعة)فقط ،دون الالتفات إلى ما وراء الطبيعة (ميتافيزيك)، إذا لا يعقل ان تنحصر مصادر العلم عندهم في التدريب والتجريب والنقل والمشاهدة،بينما هناك مصادر أساسية للعلم هي الأديان(الوحي ،والإلهام).