لا يقبل العقل ان يصدق بأن ما حدث في الخرطوم أمس الأول محاولة انقلابية حقيقية لثلاثة موانع رئيسية
المانع الأول :- وهو مانع يتعلق بالوضع اﻷمني الهش ، وحالة اﻹرباك التي تسيطر علي العاصمة الخرطوم نتيجة لتأخر معالجة مشكلة وجود قوات الحركات المسلحة المنتظرة تنفيذ اتفاق جوبا للسلام.
المانع الثاني :- الوضع اﻹقتصادي المأزوم والذي فاقم من حدة احتقان الشرق وتعطيل حركة الصادر والوارد بموانئ السودان وقطع الطريق الواصل بين بورتسودان والخرطوم.
المانع الثالث:- إستحالة مخاطرة أي جهة للدخول في محاولة انقلابية تلغي كل ما حققته ثورة ديسمبر ولتكون في مواجهة مكشوفة مع العالم ودوله الكبري المشاركة برعاية التحول الديمقراطي والموجودة في الخرطوم (مشاركة ادارية لﻻمم المتحدة) ، كما ان الجهة التي تغامر بمحاولةاﻹنقلاب لايمكن ان تكون علي درجة من الغباء الذي يدفعها للتورط أو للقفز في الظلام المجهول.
إذن ليس من السهل استيعاب ان ما حدث محاولة انقلابية كاملة اﻹركان إذا علمنا ان قائد المحاولة اللواء بكراوي قد عاد الي الخرطوم قبل اقل من شهر بعد رحلة علاج إلى القاهرة بترت فيها رجله بسبب داء السكري اللعين ،كما أشارت الي ذلك التقارير اﻹخبارية حول اﻹنقلاب وقادته.
وإذا قلنا إن الحدث لا يعدو كونه مناورة معلومة ومكشوفة داخل القوات المسلحة كما قال وزير الدفاع ( المحاولة اﻹنقلابية تحرك كان معلوما ومرصودا ) ، فإنه من المعقول جدا أن تكون هي مناورة للضغط لفك اﻹختناقات وتجاوز التمترس وراء المواقف داخل منظومة الحكم ، أو انها رسالة مقصودة
يراد توصيلها للشق المدني بأن تأمين البلاد وحماية نظام الحكم أي كان نوعه في يد القوات المسلحة وان دورها العظيم ومسئولياتها القومية لا يمكن ﻷي جهة التطاول عليها ، فالجيش هو من يحمي المدنيين حتى من أنفسهم. وان الجيش مؤسسة قومية عصية اﻹختراق والتشتيت.
ويبقي السؤال عن المستفاد من دروس كنتيجة منتظرة من واقعة المحاولة اﻹنقلابية او المناورة المترتبة والتي قفزت بالخرطوم إلى صدارة نشرات اﻵخبار في القنوات الفضائية ونشرات وكالات اﻷنباء العالمية.
فما ينتظره الشعب السوداني
ان يبتكر كل من المكون العسكري والمكون المدني نهجا جديدا يتجه لحلحلة القضايا الساخنة التي لاتقبل التأخير ( أزمة الشرق وتعطيل الموانئ)
سد الثغرات القانونية ومعالجة نقاط الضعف في وثيقةالشراكةواﻹهتمام الكامل بقضايا التفلتات اﻷمنية ، وتوفير الخدمات الضرورية ومواجهة الغلاء الفاحش في اﻷسواق .