يظل العقل المبتكر هو أعظم الموارد واغلي الثروات…ومفتاح التنمية والتطور…
وبمراجعة بسيطة لتاريخ الأمم المتقدمة والبلدان المتطورة تتضح حقيقة واحدة لا يستطيع أحد إنكارها وهي أن ( العقل البشري المبتكر هو سر تقدم تلك الأمم وتطور تلك البلدان)
ولعل الولايات المتحدة التي ظلت منذ قرون تجتذب اصحاب العقول وتفتح أبوابها للهجرة الميسرة قد اكتشفت انها بذلك تستطيع أن تحظى بمخترعين او مفكرين ومبدعين متميزين وسط سكانها ومواطنيها الجدد..
ثم إن دولا مثل اليابان وسنغافورة لا تمتلك موارد طبيعية او ثروات تصدرت قائمة الدول الناهضة والمتقدمة وذلك فقط بفضل اهتمامها واعتمادها الكلي على ثرواتها البشرية حيث كسبت الرهان باعتمادها علي المبتكرين والمخترعين بالكامل…
واذا كان العالم المعاصر وبلدان العالم الاول كما يطلقون عليه قد وضعوا العقل البشري في مقدمة كنوزهم والإنسان كأهم ثروة قومية لديهم فإننا للأسف الشديد لم ننتبه نحن الي هذه الحقيقة ولم تتجاوز اهمية العنصر البشري لدينا كأيدي عاملة نعتمد عليها في العمل اليدوي واستخدام العضلات… وهذا الفهم المتأخر هو الذي أقعدني وجعلنا نعتمد علي الآخرين وننتظر انتاج وابتكارات العالم الاول ليرسخ في عقلنا الباطن اننا سنبقى في عالمنا الثالث نتلقى ما يتكرم به مخترعو العالم الاول ..
ولعل ما دفعني للكتابة ملاحظاتنا عدم اهتمام الدولة بالمخترعين وتجاهلها لحقيقة استحالة احداث نهضة او تطور في ظل غياب المبتكرين والمخترعين نتيجة للإهمال والتجاهل جهلا او حسدا او كلاهما…
هناك بارقة أمل تطل الآن وهي اقتراب مجموعة جياد الصناعية من الاتجاه نحو المخترع السوداني وتأسيس صناعة سودانية خالصة من الالف للياء .. لنصل الى مرحلة ان نشاهد صناعة سودانية الفكرة والتصميم والإنتاج وحتى التسويق للعالم لمنافسة منتجات العالم الاول وصناعته
مجموعة جياد تقترب من هذا الاتجاه الصائب والمفيد جدا بمراجعة واعتماد مبتكرات المخترع السوداني الشهير عوض أبو رأس ذلك الذي نشط في ابتكار وتصميم القشارات وبعض الآليات الزراعية فتمكن منذ عقود من اختراع قشارات الفول بانواعه الثابتة والمتحركة وسبق العالم المتقدم (ألمانيا وروسيا) باختراع وتصميم قشارة زهرة الشمس بل بالملاحظة والتجريب اكتشف النتائج الباهرة تقشير بذور عباد الشمس واستخلاص زيت عباد الشمس المقشور وهو زيت يختلف تماما عن زيت زهرة الشمس المعروف في الأسواق لأن تقشير حبوب عباد الشمس يحولها الي منتج مذهل متعدد الفوائد والتي اذا تمكن السودان من تطوير انتاجها لفاقت عائداته كل ثرواته القومية الأخرى.. وتصدرت مستخلصات عباد الشمس المقشور قائمة صادرات السودان المتميزة كالصمغ العربي والذهب والقطن والثروة الحيوانية….
والسؤال المهم هل تعجل جياد بتبني اختراعات العقول السودانية لتؤسس خطأ لتصنيع مخترعات العقول السودانية ..نتمنى ان يتحقق ذلك قريبا…. لتصل مجموعة جياد الصناعية مرحلة الإنتاج الكامل وأن يكون تجميع اختراعات وصناعات الآخرين خطا إنتاجيا ثانويا لتشكل المخترعات السودانية خط الانتاج الاول…
الكرة الآن في ملعب مجموعة جياد الصناعية لقيادة البلاد الي نهضة شاملة فالسودان أكثر تأهيلا من اليابان او سنغافورة اذا فهمت الدولة أن الإنسان هو ثروتها الاولي وان العقل البشري المبتكر هو المطلوب لتخليصنا من أزماتنا ومصائبنا وتحريرنا من الجهل الممسك بمفاصل البلاد..