مرحلة متقدمة من المواجهات تنتظر المشهد السوداني خلال الأيام القليلة القادمة، وهي جميعها وليدة الصراع بين المكون العسكري والمكون المدني والذي نشأ منذ توقيع الوثيقة الدستورية وظهر للعلن فيما بعد وتطور إلى مواجهة دفعات المكون العسكري لتنفيذ انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021.
المواجهات الحتمية المنتظرة بين ثلاثة مكونات تتجاذب في السر والعلن طمعا في إحكام السيطرة الكاملة على المشهد.
*المواجهة الأولي بين المكون العسكري والمجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي.
*المواجهة الثانية صراع داخل المكون العسكري نفسه (تنازع بين قادة الجيش المؤهلين وقيادة الدعم السريع والحركات المسلحة )
*المواجهة الثالثة مواجهة حاسمة داخل المكون المدني أيضا ( تصاعد وتيرة الخلافات بين أحزاب الحرية والتغيير ولجان المقاومة والحزب الشيوعي ) ، والجديد هو أن جميع تلك المواجهات الحاسمة تفضي بالبلاد إلى أحد ثلاثة إحتمالات .
الإحتمال الأول:
الإنتصار للتحول المدني وتقليص دور المكون العسكري (نتيجة عقوبات دولية صارمة )
الإحتمال الثاني:
خروج السودان من دائرة التنازع بين كل الأطراف المذكورة أعلاه(المكون العسكري،المكون المدني وبعثة الأمم المتحدة وبندها الثاني ) وظهور قيادة عسكرية تفرض هيبة الدولة وتسرع في تحقيق طموح الشعب ورغبته.
الإحتمال الثالث:
الانفلات الكامل وحدوث كارثة الفوضى المسلحة والصراعات الدامية ، داخل المدن والأحياء ليتحول السودان إلي ساحة لمعارك وصراعات مركبة، وتصفية حسابات للجماعات المتطرفة والقبائل المتنازعة وبعض الدول التي ظلت مخابراتها تنشط للإستفادة من انهيار السودان .
وما يجعل حديثنا هذا أقرب للتحقق في إحدى حالاته هو عجز جميع الأطراف وضعف إستجابتها لمقترح البعثة الأممية والخاص بقيام مؤتمر مائدة مستديرة يجمع ممثلي كل اهل السودان أحزابا وقبائل ومنظمات مجتمع مدني بجانب المؤسسات العسكرية والأمنية لبحث المشكلة واقتراح حلول قابلة للتنفيذ ، ثم تجاهل جميع الأطراف للمبادرة الوطنية التي شرحها البروفيسور محمد حسين ابوصالح بالتفصيل وهي مبادرة اشتملت على رؤية متكاملة للخروج من الأزمة والتوجه نحو بناء دولة المؤسسات المعتمدة على العلم والتخطيط الاستراتيجي الشامل.