الخيبة هي أن تمتلك كل مقومات النجاح ولكنك لا تثق بنفسك. وربما يكون توصيف الخيبة مناسبا لتوصيف حالات الفشل علي مستوى اﻷفراد والحكومات في الوقت نفسه.
وقد صدق شاعر عربي فذ أشار إلي أخطر عيوب الناس، عندما لخص الخيبة شعرا عندما قال:-
(ولم أر في عيوب الناس عيبا
كنقص القادرين علي التمام)
قضية شرق السودان الماثلة اﻵن واحدة من أهم أدوات اﻹحتقان السياسي واﻹقتصادي تحدث عن حالة الخيبة و عجز القادرين علي التمام ، فأهل الشرق لهم قضاياهم المعلقة ومعاناتهم المزمنة التي تستحق اﻹهتمام ، وربما كان ذهابهم لممارسة الضغوط سببه الحكومة نفسها وطريقة إدارتها لملفات السلام ومطالب الولايات .
وحتي لا نطيل الثرثرة نتساءل وبكل وضوح :-
*لماذا لم يتحرك كل من البرهان رئيس مجلس السيادة وحمدوك رئيس مجلس الوزراء ويذهبا معا الي بورتسودان للوقوف علي المشكلة والتي تحتاج إلي إلتزام أخلاقي ورسمي من قيادة الدولة.
*إذا كان سبب اﻹحتقان ملف مسار الشرق الذي أنجز في محادثات سلام جوبا وأنه تجاوز اهل القضية اﻷساسين فلماذا لا يصدر مجلس السيادة قرارا بتجميد او مراجعة المسار عبر الدعوة لمؤتمر خاص بقضايا الشرق؟
*وإذا كان اﻹحتقان بسبب أخطاء من لجنة إزالة التمكين عن قصد أو دون قصد فلماذا لا تظهر اللجنة شجاعتها وحرصها علي مصالح المواطنين ورفع معاناتهم من إغلاق الشرق باﻹعتذار وتصحيح الخطأ دون التنازل عن حق الوطن ومحاسبة الفاسدين.
وعجز القادرين علي التمام فعلا هو ( فحل العيوب ) علي طريقة اهل السودان والذين وصفوا البخل بأنه فحل العيوب أي منه تتوالد كل العيوب اﻷخري ، فإذا توافرت كل الأسباب التي تؤدي للنجاح فإن غياب الثقة بالنفس واﻹرادة الحقيقية والعزم الصادق هو النقص الذي يمنع تحقيق النجاح ويذهب بنا للفشل الذريع والذي من أسبابه تجاهل المشاكل الصغيرة وعدم التعجيل بحلها وتركها لتتفاقم حتي يصبح حلها مستحيلا ( الشرق يتجه إلي العصيان الكامل ومن ثم اﻹنفصال بعيدا عن ادارة الدولة).
من الغريب ان يري مواطن بسيط في الشارع العام ان إزالة إحتقان الشرق لا يكلف الحكومة أكثر من قرار واحد بتجميد مسار الشرق واﻹلتزام بقيام مؤتمر يشارك فيه كل ممثلي أهل الشرق ، وأن يغيب ما يدركه الواطن السوداني البسيط عن قيادة الدولة بمجلسيها السيادي والوزاري ، فتلك فضيحة واتهام للحكومة بالتمادي في تجاهل القضايا العاجلة التي لاتحتمل التأجيل.
الحكومة اﻹنتقالية وقادتها البرهان وحمدوك يجلسان علي خانة الخيبة التي وصفها الشاعر العربي القديم في قوله الشهير
(ولم ار في عيوب الناس عيبا
كنقص القادرين علي التمام)
فمتي تثق قيادة الدولة او الحكومة اﻹنتقالية في نفسها وتذهب مباشرة لمعالجة قضية أهل الشرق دون تلكؤ وعلي وجه السرعة مع استصحاب العدل والحسم والقانون والحكمة وحق الوطن .