كتبنا في الأسبوع الماضي وفي نفس هذه المساحة ( العاصفة اقتربت فمن ستقتلع في طريقها؟) ولكن العاصفة التي تحدثنا عنها قد وصلت بالفعل ونحن اﻵن في انتظار لحظات اﻹقتلاع ، بعد ان فشلت الحكومة اﻹنتقالية في استخدام مصدات الرياح المتوفرة لديها ، ظنا من كل طرف من طرفي الصراع ان العاصفة ستكون عاملا حاسما يساعد علي اقتلاع الطرف اﻵخر.
فالمكون العسكري والذي يعد العدة لتوظيف تحريكه لشارعه غدا السبت 16/ أكتوبر ﻹرتكاب خطأ تاريخي للتنصل من التزامها بالشراكة ، قد يظن انه يستطيع اقتلاع الطرف اﻵخر ولطالما ان الشارع يرغب في التخلص من المدنيين وفشلهم وإطلاق يد المكون العسكري لحسم اﻷمر والسيطرة الكاملة علي الدولة.
والنتيجة المتوقعة إما انقلاب المكون العسكري واقتلاعه للمكون المدني ، او فشل المكون العسكري فيما يرغب وبالتالي
دخوله في مأزق ليجد نفسه في مركز العاصفة ومن ثم اقتلاعه تماما، ولعل تصريح الدكتور العميد الطاهر ابوهاجة المستشار اﻹعلامي للقائد العام للقوات المسلحة يؤشر إلي قرار صعب سيتخذ حيث قال (إن لم نصدر القرار الصعب اليوم فسيكون عصيا غدا حتي القرار اﻷصعب )
فماهو القرار الصعب الذي ينتظر ان يصدر فورا او القرار اﻷصعب المنتظر غدا ؟؟
وفي حال فشل المكون العسكري ومناصرية ، فإن الشارع المؤيد للتحول المدني والمناصر للدكتور عبدالله حمدوك والذي ينتظر ان يخرج في الواحد والعشرين من شهر أكتوبر الجاري سيكون يوما عصيبا قد يتحول الي اعتصام متواصل وتعطيل كامل طلبا ﻹستبدال المكون العسكري بعناصر وقيادات أخرى من الجيش ممن يستوعبون ان الجيش السوداني يخدم شعبه ويستجيب ﻹرادته وهو صاحب القرار.
والمواجهة الماثلة اﻵن ما كانت لتنتهي دون تضحيات والعاصفة التي وصلت بالفعل لابد ان تقتلع في طريقها من خسر الرهان وفشل في مواكبة التغيير . ولعل مؤشرا آخر يؤكد اقتراب لحظات اﻹقتلاع وهو الخبر المتداول عن رفض حمدوك طلبا للبرهان وحميدتي بحل حكومته الحالية ، مما يزيد من شقة الخلاف وتباين وجهات النظر بين الطرفين ليكون المتوقع هو ان قرارات ستصدر بعد اﻹستقواء بالشارع. وهي نفسها لحظات اﻹقتلاع المنتظرة أو حتمية الحدوث.