الرئيسية » المقالات » وحي الفكرة [محجوب الخليفة]استقالة شعب بأكمله

وحي الفكرة [محجوب الخليفة]استقالة شعب بأكمله

الخليفة (2)

عندما تعجز الحكومة وكل وزرائها وترفض الاعتراف بعجزها في أداء واجباتها بتوفير الضروريات .. الخبز والوقود ويؤكد وزراء الحكومة أنهم لا يؤمنون بأدب الاستقالة في هذه الحالة يجب ان يفكر الشعب جديا في الاستقالة..
فأذا كنت مواطنا غيورا محبا لوطنك وتحسن الظن بمن يحكمونك وتثق بأنهم يذرفون الدموع في حال رؤيتهم لعذابك في الصفوف .. ومعاناتك في الحقول ومواقع العمل والأسواق وانت تلهث من أجل قوت أطفالك و تعرف ان الحكومة تجتهد في الدعاء بأن يخفف الله معاناة الشعب عندها يجب ان تلوم نفسك لا الحكومة…
ما لم يكتشفه البعض أننا في العالم الذي يسمي ثالثا رفعا لمعنويات شعوبه ان أدب الاستقالة في العالمين الأول والثاني يمارسه الرؤساء والوزراء اعترافا بالتقصير واعتذارا لشعوبهم المنتبهه لحقوقها والملتزمة بواجباتها..
اما في عالمنا الثالث فإن الحكومات تعرف انها محصنة لا تخطئ ومنزهة لا تنحرف وان وزرائها يؤدون واجباتهم بمستويات تفوق فهم الشعب .. فالشعوب هي التي لاتعرف ولا تستوعب ..فهي من يجب عليه الاعتذار…
حقيقة نحن نعيش عصرا يجب ان تفكر فيه الشعوب في الاستقالة طالما انها نتعامل مع حكومة لا تري أخطائها ولا ترغب في حل ضوائقها وكأنما هي تتعمد تأديب الشعب واعادة تربيته من جديد…
الشعب السوداني قد دخل بالفعل مرحلة الاستقالة هذه إما بالهجرة أو الاغتراب بالطرق الرسمية أو الهروب عبر الحدود او ركوب البحر في رحلات قد تنتهي بان يكون صاحبها طعاما لأسماك اعالي البحار او سجينا بأحد المعسكرات.. أو قد تكون استقالة من نوع آخر تنفذ داخل حدود الوطن وهي الدخول في حالة نفسية كالذهول والاكتئاب والجنون.. والانحراف أو اللامبالاة… وجميعها تشكل انواعا من استقالات الشعوب عندما ترفض الحكومات ووزرائها ممارسة أدب الاعتذار والاستقالة في حالة ارتكاب خطأ في حق الشعب او الفشل في خدمته وفق المهام الموكلة ..
لم تزل استقالة الشعب السوداني جزئية ويمكن للحكومة منع ما تبقى من مواطنيها من الإقدام على الاستقالة بأنواعها المذكورة آنفا… بأن تعجل بتوفير الوقود وحسم الفوضى وتخفيف المعاناة… وان تعيد النظر في فكرة الإحلال.. مرة بمنح الجنسية السودانية وافدين جدد من اركان الدنيا ومرة أخرى بتجنيس الغجر او البدون او السماح للأجانب بسرقة ثروات السودان…
ما يجب ان ينتبه اليه الشعب ان استقالته لن تخرج الوطن من احزانه ولن تخلصه من الحصار اللئيم.