إيقاع الحياة أسرع حتى لا يدعك لكى تتحقق من انك انت نفسك صاحب ذاك الوجه عندما تبحلق فى المرآة كل صباح لتتأكد من ملامحه قبيل الانطلاق .
أنت تعتقد أنك تطمئن بنظراتك البلهاء إلى سطح المرآة .. ولكن ترى أيهما تخونك المرآة ام عيونك … .. دعني أضحك ومن ثم اسخر منك ومن نفسي ايضا،لالا ربما نسخر من كثيرين مثلنا تخجل المرآة من ان تكشف لهم ان قرونا قد نبتت على طرفي رؤوسهم .. او ان عيونهم أعجز من رصد الاستطالة في آذانهم .
لا احد يستطيع ان يحاكم المرآة الخجولة …ولا العيون الخؤؤنة، لم تعد المرآة ولا العيون قادرة على رصد الايادي التي تتسلل خلسة تسرق العقول وتسلب القلوب، الآن لا سبيل إلى الحياة بمعايير بالية .. اصبحت المواصفة المطلوبة قليلا من الفن كثيرا من الفهلوة، نعم قلتُ قليلا من الفن كثيرا من الفهلوة ، ربما لأن العالم يريدك ان تعرف انك غبي ولاتتكلم .. وان تصبح مريض الاحساس مشوّه الفكرة ولا تهمس لاحد بحالتك المرضية تلك … الإنضباط ممارسة موغلة فى القدم، وربما لاتصلح للإستعمال فى دنيا الناس اهل هذا العصر المعصورين بالنزاع والخداع والأكاذيب.
كن وضيعا لتبدو رفيعا …ليس على طريقة ياقوت العرش المخطوطة على لوحة شاعرنا الفيتوري ( كن الادني تكن الاعلي) بتحقق الزهد وإنما الوضاعة كماهي بمعناها المبتذل ، لكأني بالناس فى هذا العصر يتجهون للتخلي عن اشياء كثيرة إن لم يكن قد وصلوا فعلا إلى وجهتهم للتخلص من كل جميل، حتي يصبح الذهب رخيصا بعد ان كان نفيسا، يستقيل الايقاع المتزن … ويفسح المجال لإيقاع أشْتر يناسب آذاننا الطويلة … وتنهض بيننا معاملات فريدة تتيح لنا استعمال القرون التي اطلت علي طرفي رؤؤسنا .
قرووننا نحن بالتأكيد لاتشبه القرون التي قصدها قيس بن الملوح في قوله ( بربك هل ضممت اليك ليلي قُبيل الصّبح او قبلت فاها…..وهل رفت اليك قُرون ليلي رفيف الاقحوانة فى نداها ؟) انا شخصيا اقتنعت اخيرا ان اقتدي بالحيوانات لاتضحكوا … ارغب ان اكون برشاقة قرد واناقة ارنب ووفاء كلب وكبرياء حصان وصبر بعير وذكاء حمير نعم ذكاء حمير.
فغباء الحمير مجرد فرية ومؤامرة متعمدة لتشويه تاريخ ودور ذاك المخلوق الذي ظل يحمل اثقالنا ويحملنا بصبر ودون شكوى، جربوا انتم أن تمارسوا سلوك الحيوانات لأن الحيوانات في عالمنا المعاصر فهى تمارس حياتها بحب وتعاون وسلام وإنسانية، جربوا أن تكونوا حيوانات فستسعدون بالتأكيد.