يثير دهشتي انشغال العالم بتخصيص أيام محددة للاحتفال بالمرأة ..اﻷم ..الزوجة.. الأبنة ، ينتابني الغضب لضيق فكرة الاحتفال وتشويه معنى الاحتفال والاعتزاز بالمرأة في جميع أطوار حياتها طفلة..(ابنة) وصبية (زهرة عطرة) وعروس (تنتظر فارس احلامها على منصات من اﻷلق والنور)..ثم ام عظيمة المهام وغزيرة العطاء..
كيف يكون الاحتفال هكذا مجزوء ؟؟
في كتابي وفكرتي أن المرأة تستحق الاحتفال بها على الدوام وباستمرار فقط ﻷنها أنثى نعم ﻷنها أنثى ،ولمن يجهلون معني اﻷنثي نقول.. الحياة نفسها أنثى من منا لا يحتفل بالحياة ويعشقها بجنون؟؟
بالله عليكم تأملوا وتدبروا في مخلوقات الله حولكم لتكتشفوا أن اﻷنوثة هي معظم اﻷشياء الجميلة حولنا البسمة..والنسمة..الزهرة.. الشجرة. الشمس الأرض ..الصلاة.. القراءة.. الكتابة..الفكرة..الذكري..ويكفينا أن نستعير إشارة من إشارات الشيخ محي الدين بن عربي ( اﻷكوان شجرة نبتت من بذرة نورانية خلقها الله إسمها محمد.. لتكون بذرة شجرة اﻷكوان وثمرتها أيضا)
الاحتفال باﻷنوثة (المرأة)هو أيضا احتفال بالذكورة (الرجل) ﻷن المرأة أنجبته وهي أم (الجنة تحت اقدامها) واسعدته وهى إبنة (تدخله الجنة إذا احسن تربيتها ) واكملت دينه وهي زوجة ( الزوجة الصالحة مطية المؤمن إلى الجنة) .
أليست هي البيت والسكن كما جاء في القرآن الكريم (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم ازواجا لتسكنوا اليها)
ياسبحان الله حتى السماء اختار الله لها صفة اﻷنوثة في رسمها ووضعها في رفعة ومنحها القدرة على أن تكون سببا لخصوبة اﻷرض وإعمارها.. فنحن ننتظر السماء بلهفة ونعيش فوق اﻷرض برحمة ولكل ذلك دلالة ربانية يتوجب علينا الوقوف عندها بتدبر..
إﻹحتفاء باﻷنوثة ينبغي ان يكون متصلا ونحن نتناول (اللقمة) الطعام فنشكر الله ثم نستمتع بـ(الجغمة) الشرب فنحمد الله ﻷنه جعل الرحمة ،والعافية والصحة تهزم ذكورة المرض والفقر والبؤس ..
إذن يا معشر الرجال استمتعوا بالحياة فهي اﻷم والبنت والزوجة.. وقد قيل أن السعيد من فاز برضا امه.. وحب ابنته وعشق زوجته فمضي بين الناس عزيزا شامخ الرأس.