الرئيسية » المقالات » وحي الفكرة[محجوب الخليفة] السودان وطنهم جميعا عدا السودانيين

وحي الفكرة[محجوب الخليفة] السودان وطنهم جميعا عدا السودانيين    

الخليفة

  السودان كأنه  ليس وطنا للسودانيين  ولكنه يخص الدول الأخرى وهو وطن الجميع عدا السودانيين،  لأن تلك الدول لها مشاريعها التي تخطط لإقامتها في السودان، والسبب الحقيقي هو إفراط السودانيين في الغفلة وتفريطهم المخيف في وطنهم.
أولا: المشروع الأمريكي
 أمريكا تستعجل تنفيذ مشروعها المؤجل وهو (السودان أمريكا 2)، وهو المشروع الأمريكي والذي جعل الولايات المتحدة الأمريكية تبني أكبر سفارة لها في العالم في الخرطوم. وأمريكا هي الجهة التي تملك أدق التفاصيل حول ثروات السودان مثل النفط والغاز واليورانيوم والذهب والمعادن الأخرى ومخزون المياه، وأن السودان هو الأوفر إمكانيات لمعالجة أزمة  العالم الغذائية.
ثانيا: المشروع الروسي
  روسيا هي الأخرى ترى أنها أحق بالوجود في السودان، وقد شرعت فعليا في التسلل إلى عدة مواقع سودانية غنية بالمعادن النفيسة مثل الذهب وغيره وعززت وجودها بخلق شراكات مع جهات سودانية بالتنسيق مع مجموعة فاغنر الروسية وهي ذراع روسية استخباراتية مسلحة تتواجد دائما في أماكن الثروات ومواقع النزاعات وحيث تغيب هيبة الدولة وتختفي مراقبتها. كما أن روسيا قد أوجدت لنفسها موطئا داخل المياه الإقليمية السودانية على البحر الأحمر، بإقامة قاعدة فلمنكو العسكرية.
ثالثا: المشروع المصري
وهو مشروع قديم منذ عقود متطاولة، إذ أن العقل الجمعي لدى المصريين وثقافتهم الراسخة مقتنعة تماما بأن السودان يتبع لمصر وهي صاحبة الحق التاريخي للاستفادة من ثرواته وهو في استراتيجيتها حديقتها الخلفية واحتياطي ثرواتها والمخزون الرئيس لتأمين مستقبلها. والمشروع المصري يقلقه كثيرا  أن يكتشف العالم  أن مصر هى جزء من  السودان القديم وأنه صاحب التاريخ والثروات المسروقة أو أن يذهب اهل السودان بعيدا لمعالجة قضاياهم وإدارة شئون بلدهم دون الرجوع لمصر. ومصر هي التي أنشأت ما يقارب ال320 مصنعا مخصصا للصناعات التحويلية لمنتجات زراعية سودانية، مثل  اللحوم والفول السوداني والصمغ العربي، الكركدي، والقطن، ثمار التبلدي(القنقليز)، وغيرها وهى المستفيد الأول شراء المنتجات السودانية بالعملة السودانية، بجانب توظيفها لثغرة إنشاء محالج داخل السودان، وتصدير ما تنتجه تلك المحالج من اقطان إلى الخارج كمنتج مصري، وتحصد العائد بالدولار.
رابعا: المشروع الإماراتي
     وهو مشروع جديد نسبيا ظهر عندما لاحظت  دولة الإمارات  ايام حكومة الإنقاذ تساهل السودانيين وتفريطهم واكتشفت ان اختراق الدولة السودانية سهل للغاية، وأن بعض المسئولين السودانيين يعرضون خدماتهم ويمنحون غيرهم أدق المعلومات وأخطر أسرار الدولة السودانية، منذ أن تواصلت مع مسئولين سودانيين يشغلون مواقع قيادية حساسة. ولعل محاولة دولة الأمارات للتواجد بسواحل البحر الأحمر حينا عبر شراء الموانئ السودانية أو محاولة الوصول إلى منطقة الفشقة الحدودية مع اثيوبيا وهي من اغني الأراضي الزراعية واستغلالها لصالحها،   وحينا آخر بمحاولة إنشاء ميناء أبو عمامة حيث تختبئ ثروات بحرية هائلة إذا  شرع السودان في استغلالها لتفوق اقتصاديا على كثير من دول الخليج العربي.
“المشروع العنصري الخطير”
       وهو المشروع الأخطر لأنه معنى باختلاق الفتن وخلق الصراعات مستغلا جهل المثقفين وقادة الرأي العام قبل عامة السودانيين لحقيقة تنوعهم  المتجانس منذ ما قبل  التأريخ، وأن المعلومات الغبية والمتداولة بأن السودان أرض السود فقط وأن أصحاب البشرة الفاتحة نسبيا ترجع اصولهم إلى خارج السودان بينما ثبت بالدليل العلمي القاطع أن السودان هو البلد الذي هاجر منه البشر بكل ألوانه وسحناتهم البيضاء والسوداء والصفراء والسمراء، أي كل شعوب الأرض بما فيهم العرب والاعاجم ، مما يتوجب أن نتخلص من الأوهام التي تتمسك بها حركات مسلحة تسمى نفسها بحركات تحرير السودان وتعتمد على المعلومات المضللة والجهل الخبيث لإثارة الفتن المهلكة.
“المشروع الإثيوبي”
 وقد يكون المشروع الإثيوبي تكاملي وهو الأقرب لولا الخوف من أن تستغله دول أخري للإضرار بمصالح السودان.
“المشروع الإسرائيلي”
وهو المشروع الأخطر على الإطلاق لسببين أساسيين  السبب الأول هو  أنه مشروع استراتيجي وتاريخي تسعي إسرائيل لإنجازه مذ أمد بعيد وهو طموح راسخ لدى إسرائيل منذ أن قال الزعيم الإسرائيلي  بن جوريون قولته الشهيرة (دولة إسرائيل الكبرى من البحر إلى النهر) ويقصد بالبحر البحر الأبيض المتوسط ويقصد بالنهار نهر النيل. والسبب الثاني حماية إسرائيل نفسها من الزوال إذ أن الإسرائيليين يدركون تماما ان أمن إسرائيل لا يتحقق إلا بالتسلل إلى أوطان الشعوب الإسلامية الحيّة والشعب السوداني في مقدمة تلك الشعوب، ووصول إسرائيل إلى السودان يحقق لها الأمن الحقيقي، ومنه تضعف مقاومة الفلسطينيين، وتحاصر مصر، و يكتمل تأمين مشاريعها المائية والزراعية والغذائية.
تلك مشاريع الدول والشعوب الأخرى في السودان، بينما تغيب مشاريع السودانيين  الاستراتيجية السياسية، الاقتصادية، والثقافية، وقبلها الأمنية والدفاعية.
“وسائل تستخدمها تلك المشاريع لفتح الطريق إلى السودان”
هناك عدة وسائل تستخدمها تلك الدول ليكون الطريق سالكا لتنفيذ مشاريعها داخل السودان، ومن أهم تلك الوسائل أضعاف قادة الدولة ومؤسساتها القومية، و اختراق أحزابها السياسية، وصناعة حركات مسلحة ودعمها لمحاربة الدولة وترويع الآمنين وتعطيل عجلة الإنتاج، وافقار الشعب ، مما يسهل انتشار الجريمة والتهريب وتجارة المخدرات، التي تدمر قوة السودان الضاربة ومستقبله ونعني شباب الوطن، وتحريك النزاعات الحدودية.
 كيف يتخلص السودان من الخطر؟
 السودان الآن وطن يبحث عن قائد  وطني صارم يخرج البلاد من غيبوبتها ويسترد الروح الوطنية للشعب السوداني ويساعد على أن يضع السودانيون استراتيجية حازمة تحيل المشروع الأمريكي والروسي إلى شراكة ذكية، والمشروع والمصري والاثيوبي إلى تكامل اخوي منضبط يجعل مصلحة السودان اولا، كما يتنني مشروعا ثقافيا ناضجا يهزم المشروع العنصري البغيض، كما يشكل رأيا واضحا يقاوم المشروع الإسرائيلي  ويقاومه بكل ما اؤتي من قوة.