الرئيسية » المقالات » وحي الفكرة[محجوب الخليفة] السودان سباق بين الفتنة والإستقرار 

وحي الفكرة[محجوب الخليفة] السودان سباق بين الفتنة والإستقرار 

الخليفة

 لهفي على وطني المعلّق
بالأعيب الغريبة…
وطن تحاصره المكائد
  والحكايات العجيبة
 وطن متاح ومستباح
  لجماعة الخطط المريبة
غريب جدا، أن يذهب الإتفاق الإطاري إلى معالجة قضايا وطنية حساسة هي من صميم إختصاص حكومة منتخبة ومن أولويات برلمانها المنتخب بناءا على المنافسة المتاحة لكل أبناء السودان، الفترة الانتقالية ليست من مهامها وضع دستور دائم للبلاد، ولكنها معنية بالإعداد لمرحلة الإنتخابات مع برنامجها القومي لتخفيف معاناة الشعب  وتحسين مستوى الخدمات.
مايجري فى السودان الآن هو سباق محموم بين الفتنة والإستقرار، فصناع الفتن يستخدمون وسائلهم الخادعة لتحقيق مآربهم بخلق إتفاقيات قبل أوانها وليست من مهامهم، ويتجاوزون الطريق الواضح إلى طرق ملتوية هى طرق المتاهة.
أما من يحاولون حماية الوطن من الإنزلاق إلى مهاوي الفتنة،  يعرفون تماما ان السودان يُساق إلى الصراعات لأن المنطق يقول  باستحالة أن تستقر البلاد وهى تدار بأكثر من ثلاثة جهات أو أكثر وهى متباينة التوجه والرغبات، أولاها جماعة فولكر ولجنته، وثانيها مجموعة البرهان ومجلسه السيادي، وثالثها جماعة حميدتي ومستشاريه، ورابعها جماعة الحرية والتغيير، وخامسها مجموعة جبريل واردول ومن ورائهم الحركات المسلحة.
والمثل الشعبي يقول( رئيسين غرّقوا المركب) أي تسببا فى غرقها ماذا تكون نتيجة الرئاسة متعددة الرؤؤس؟ النتيجة حتما اما وطن معلّق كما الذبيحة، أو ممزق كخيال المآتة تتجاذبه الرياح.
المشهد الآن لايبعث على طمأنينة فى قلوب أبناء السودان المنتظرين انفراج ضوائقهم السياسية والإقتصادية، والإجتماعية واستعادة حركة البناء فى كافة المجالات، طلاب الاستقرار والسلام الحقيقي فى السودان، يعرفون أن خطوات تأسيس دولة الحرية  والسلام والعدالة، بدأت بثورة ضد الفساد، ولكنها ضلت طريقها بعد أن تسلل إلى صفوف الثوار أصحاب الأجندات الغربية وعملاء السفارات والمخابرات الأجنبية، ثم تناوشتها سهام خصومها بعد توقيع العسكر والمدنيين على الوثيقة الإنتقالية، ثم ما لبثت أن ماتت الوثيقة  واختفت الحقيقة.
المتسابقون يعلمون تماما ان الطريق الصحيح هو الاتفاق على فترة انتقالية تديرها شخصيات قومية وحكومة انتقالية من التكنوقراط، و برنامجها الإعداد للإنتخابات مع تحسين الخدمات الضرورية للناس. جميعهم يعلمون ذلك. لكنهم ذهبوا للمحاصصات وإبداع إتفاقية جوبا واختلاق الإتفاق الإطاري.
وهم يعلمون تماما ان قضايا السلام وإصلاح المنظومة العسكرية والأمنية ليست من مهامهم وإنما هى من مهام برلمان قومى منتخب يمتلك سلطة التشريع وإلغاء القوانين والنظم وتشريع تعديلات تستوعب إصلاح الجيش والأجهزة الأمنية والشرطية.
المعادلة التي لا تخفي على أحد استخدام الكروت المتاحة لتقوية الموقف، وهذا مايستخدمه الدعم السريع بإعلانه الإنحياز للثورة والتنسيق مع الحرية والتغيير، ويستخدمه البرهان ليؤكد أنه مع الثورة ويتعاون مع كل الأطراف للوصول إلى حكومة مدنية يرتضيها الشعب السودانى ويأتمر بأمرها الجيش السوداني وهو ذات التكتيك الذى تعتمد الحرية والتغيير فهى تعول على ظهر الطرفين لتصل لمبتغاها، بينما يعول  فولكر والرباعية والثلاثية على صراع الأطراف والاتفاق الهش لتنفيذ برنامج آخر وفق سيناريو  دولي معد مسبقا.