الرئيسية » المقالات » وحي الفكرة[محجوب الخليفة]السودان..موسم الخروج  

وحي الفكرة[محجوب الخليفة]السودان..موسم الخروج  

الخليفة

الظاهرة التي تتسيد الموقف فى السودان الآن هى الخروج نعم الخروج بمعناه المعروف لديكم، وهو اولا خروج من المألوف ثم أنه ثانيا خروج من المهام.

 بل والخروج من كل شيئ بدءا من شبكات الاتصال وشبكة الكهرباء حتي الخروج من الوطن نفسه، المصانع تخرج من دائرة الإنتاج (أكثر من 5 الف مصنع)، وكذلك المشاريع الزراعية (أكثر من 130 ألف فدان بمشروع الجزيرة).

 ثم الأسواق تخرج من دائرة النشاط التجاري وتغلق أبوابها(في كسلا وتمبول والقضارف والدمازين والأبيض وتندلتي، وعطبرة والبقية تأتي)، ثم أكثر من 6 الف شاحنة تخرج من دائرة العمل وتتوقف عن السير في الطرق القومية وتمتنع عن نقل البضائع.

 والشباب والأسر يخرجون مغادرين البلاد.. وكل هذه الموجة المتصلة من الخروج، لها سبب واحد وهو استحالة العمل أو الإستمرار مع جحيم الضرائب والاتاوات وانعدام أدنى متطلبات الحياة الكريمة داخل السودان.
وهناك خروج  خطير متوقع وهو خروج الآلاف من التلاميذ والطلاب من دائرة التعليم في المراحل المختلفة من الأساس حتى الجامعة، بسبب التكاليف الباهظة التي لاتناسب إمكانيات الأسر، وهو خروج كارثي يصيب المجتمع بكثير من الإختلالات.
ثم إن الخروج الأكبر والأخطر هو خروج الناس إلى الشوارع فى ثورة غاضبة ربما أطلق عليها ثورة الجياع، وهى بلا شك ثورة لاتعرف السلمية ولا تلتفت للمهادنة، ودخول الناس وقدراتهم المالية ستتأثر بأنواع الخروج المذكورة في سطورنا الأولى، إذ من المستحيل أن تستطيع الأسر بدخلها المحدود فى توفير المأكل والمشرب وكل المستلزمات الضرورية الأخرى مع توفير تكاليف الدراسة ورسومها الباهظة في نفس الوقت.
والغريب في الأمر أن هناك خروج مطلوب ولايتحقق وهو أنواع،منه السياسي، والإقتصادي،  وآخر اجتماعي (ثقافي ورياضي). فالخروج السياسي المطلوب هو أن تخرج البلاد من مأزق الخلافات السياسية باختيار شخصيات قومية تدير الفترة الإنتقالية ويخرج العسكر لمهامهم العسكرية الكبرى كالتدريب والتسليح وتطوير الإنتاج الحربى، ثم تخرج الأحزاب السياسية جميعا من مهام الفترة الإنتقالية وتنصرف لتجهيز أحزابها للمنافسة الانتخابية.

 ثم خروج الحركات المسلحة من العاصمة والمدن ثم تخرج من عباءة النشاط العسكري وتتخلي عن الرتب الوهمية والأسلحة وتتحول الي أحزاب سياسية تتنافس فى الانتخابات المنتظرة، كما أن الخروج الإقتصادي المطلوب هو خروج من يعتقدون أن اقتصاد البلاد وإعداد الميزانيات يجب أن يعتمد على جيب المواطن وأن الضرائب هي الأنسب كمورد وحيد تعتمد عليه الدولة. 

فالخروج الاقتصادي المطلوب هو تشجيع الناس وتحفيزهم للخروج إلى ميادين الإنتاج في الحقول والمصانع وكل مواقع العمل. أما الخروج الإجتماعي المطلوب هو أن تخرج كل الظواهر الغريبة والمهددات الأمنية، وتختفي حالة السيولة الأمنية وتنتهي الجرائم التي انتشرت بسبب تكاثر شبكات الإجرام التي باتت تهدد الناس في الطرقات وداخل منازلهم،
كما أن هناك خروج ثقافي وفني مطلوب،بأن تخرج الثقافة والصحافة من حالة الهرج والهرجلة، ويتخلص الفن من ظاهرة القونات والغناء المبتذل.
مثلما هو مطلوب أن يخرج السودان وانديته الرياضية من دائرة الهزائم والتراجع المخجل في مستوياتها الرياضية في المنافسات المحلية والإقليمية ولا سبيل بأن نذكر المنافسات الدولية لأننا لا نستطيع الخروج إلى المنافسات العالمية.