بينما ينشغل السودان بالازمة السياسية و بخارطة الطريق نحو مستقبل الحكم في البلاد ، تبدو الازمة الاقتصادية وازمة إدارة دولاب العمل ظاهراة للعيان في الحياة العامة حيث اننا غارقون في واقع لا مهرب منه يتمثل في غياب خطة الحكومة في معالجة عدد من القضايا الملحة ذلك تزامناً مع تصريحات قيادة الحكومة انها تعمل لتخفيف وطأة الازمة الاقتصادية وتجويد الخدمات بجانب حديثها حول رفع المعاناة
إذ يظل السودان ومن خلال هذا الواقع في وضع حرج ينتظر أزمة غذاء محتملة لم تجري لها حتي اللحظة الترتيبات اللازمة بواسطة المؤسسات المعنية هذا الواقع المعقد بإمكانه أن يزداد وضع الأمن الغذائي في السودان سوءًا أكثر مما هو عليه الآن بسبب التأثيرات الاقتصادية السلبية التي تحيط بالعالم جراء جائحة كوفيد-19.. بجانب تغيرات المناخ وشح الأمطار.
لذلك ومن الضروري بذل المزيد من الجهود للحيلولة دون معاناة المواطنين علي مستوي كافة القطاعات التي تعاني بالفعل جراء تدني الدخول وقلة الموارد الاقتصادية المنتظمة حيث نتج عن ذلك البطالة و الفقر المدقع و الاحتياج الشديد للغذاء ، لذلك لابد من بزل مزيد من الجهود و المحاولات لحماية الفئات الأشد ضعفًا حيث يعيش ثلثا السكان في المناطق الريفية السوداني ، ويعتمد الاقتصاد هم المحلي بشكل كبير على الزراعة والرعي..
ومع ذلك، فإن هذا القطاع ظل عرضة لصدمات الناتجة عن عدم الاستقرار السياسي والإداري وتغير المناخ الذي يؤثر بصورة مباشرة على الإنتاج و الإنتاجية بسبب الممارسات الزراعية غير المناسبة المتمثلة في هدر المياه وخسائر ما بعد الحصاد.. او بعض الأحيان في ندرة المياه بسبب عدم الترتيبات المبكرة لتخزينها في فترة هطول الأمطار..
لذلك لابد من استجابة لهذه التحديات، خصوصا في جانب مياه الشرب التي تحتاج الي الجهود المبكرة التي تسبق خريف هذا العام من خلال تجهيز مواعين حصاد المياه.. علي مستوي كافة الولايات السودانية فكما نعلم الريف يعاني من ندرة المياه في فصل الصيف مما يوجب إجراء الاحتياطات اللازمة وفرتها خلال فصل الخريف ..
مثال ذلك ما كشفت عنه صحيفة الإنتباهة من أزمة مياه حادة وصلت حد الجفاف بعدد من قري ولاية القضارف حيث يعاني مواطنو قرية الدهيماء التابعة لمحلية قلع النحل بولاية القضارف من ازمة حادة في مياه الشرب بسبب جفاف الحفير .
و يسكن بالقرية أكثر من١٢ ألف نسمة.. حيث طالب مراقبون حسب الإنتباهة بضرورة حفر بئر ارتوازية، تعمل بالطاقة الشمسية والتي تقدر تكلفتها الكلية بحوالي 9 مليون جنيه سوداني.. هذا في تقديري متاح لدي بعض المؤسسات اذا يعتبر من صميم عملها.. يمكنها ان تساهم بالحلول اللازمة.. كذلك ناشد الاهالي منظمات المجتمع المدني بالإسراع في إنقاذ المواطنين من العطش.
علما بأن ولاية القضارف بها عدد من سدود حصاد المياه حيث تعد مشاريع حصاد المياه احدى المحاولات المبتكرة للاستخدام الامثل للمياه فى ولاية مثل ولاية القضارف التي تتعدد فيها الأنهار والاودية والمنخفضات والبرك والخيران وتتفاوت معدلات الأمطار باصقاعها المختلفة..
وتفقد الولاية كميات كبيرة من مياه الامطار والتي تذهب هدرا اضافة الي الاودية الكبيرة ورغم هذه المياه الكثيرة فان اجزاء واسعة من الولاية يعاني مواطنوها من العطش ، والولاية كذلك تتميز بوجود ثروات حيوانية كبيرة شكل شح المياه مشكلة حقيقية وعقبة كؤود أمام تطور ونمو قطاع الثروة الحيوانية بالولاية
لذا مثلت المشروعات التي نفذتها الحكومات السابقة عبر وحدة تنفيذ السدود عدد من الحفاير والابار الجوفية تجاوزت الثلاثين بجانب تاهيل سد القريشة بسعة (1,500.000)م3 الذي أحدث تحولا كبيرا في حياة المجتمعات المحلية في الولاية اقتصاديا واجتماعيا ودعم التطور في قطاعات الرعي والزراعة خاصة ان ولاية القضارف ولاية رعوية وزراعية مما تتطلب انشاء مثل هذه المشاريع.
ونجد ان مشروعات حصاد المياه حققت عدة أهداف إستراتيجية منها تعزيز الأمن الغذائي من خلال الاستغلال الأمثل لمصادر المياه الموسمية وتنمية المراعى الطبيعية إلى جانب تحقيق عدد من الأهداف البيئية والمتمثلة في الحماية منج السيول والفيضانات وتحسين الظروف الصحية والتقليل من الإمراض والأوبئة وزيادة الإنتاج والإنتاجية في مناطق الزراعة التقليدية وتنمية الثروة الحيوانية والغابية
وتنعكس نتائج هذه المشروعات في الولاية على الأوضاع الاجتماعية في مناطق حصاد المياه بتطوير المناطق الريفية وخلق فرص عمل تساعد على زيادة الدخل ورفع مستوى المعيشة الي جانب تخفيف المعاناة الي حد كبير في الحصول علي المياه وادت الي زيادة كبيرة في الانتاج الزراعي والحيواني.
هذا يجعلنا ندعو الي أهمية الاستعداد لخريف هذا العام عبر المؤسسات الوزارات المعنية بجانب تلافي احتمالات قلة الحبوب حيث أعلنت منظمة الفاو ان السودان سوف يكون في وضع حرج في هذا الجانب حسب أنباء نيوز حيث توقعت
تقارير عالمية أن تبلغ متطلبات استيراد الحبوب للسنة التسويقية 2023 (يناير / ديسمبر) 3.6 مليون طن ، بالكامل تقريبًا من القمح ، الأمر الذي سيتطلب استيراد 3.5 مليون. طن لتغطية الاستهلاك المحلي.. وبحسب (تقرير منظمة الفاو ان الأمر سيتطلب استيراد 3.5 مليون. طن لتغطية الاستهلاك المحلي. سيكون لذلك تأثير كبير على الأمن الغذائي لملايين السودانيين.
وأشار التقرير ان الأسعار العالمية للقمح في الارتفاع وضعف العملة الوطنية للبلاد .. وشدد ممثل المنظمة بالانابة ادم ياو على أنه “من الضروري مواصلة تعزيز إنتاج الحبوب المحلي لتعزيز الأمن الغذائي وقدرة الفئات الأكثر ضعفاً في السودان على الصمود). مما تقدم يتطلب الأمر المسارعة في الاستعداد لخريف هذا العام عبر تجهيز مواعين حصاد المياه بجانب التحضير المبكر للموسم الزراعي.. حتى نتمكن من تجاوز الأزمات المحتملة او الأوضاع الحرجة التي أعلنت عنها المنظمة الدولية.
دمتم بخير..، Shglawi55@gmail.com