الرئيسية » المقالات » نزيف القلم[ردينه أحمد]: مبادرة "القراءة طريقنا نحو القمة"

نزيف القلم[ردينه أحمد]: مبادرة "القراءة طريقنا نحو القمة"

نزيف القلم6

الإنسان في حياته يحتاج إلى غذاء مادي ويحتاج إلى غذاء معنوي أيضاً، غذاء ينمي البدن ويمنح الطاقة، وآخر يغذي الروح والوجدان. ينبغي أن لا نغفل عن حاجته الماسة لعناصر العلم العدل والخير والحرية والجمال والحب والحنان.
أن بعض الأسر في البلدان النامية أضحى شغلها الشاغل وعملها الدؤوب التعامل مع الشطر المادي وإغفال الجانب المعنوي.
من الأشياء المهمة لتنمية الجانب المعنوي القراءة ، حيث انصرف عنها معظم الناس وخاصة الأطفال والشباب وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي شغلهم الشاغل، مجتمعاتنا لا تهتم بالبحث عن معلومات جديدة، بل تكتفي بما تعلمه وتعتقد أنها تملك كل المعرفة، وزاد الطين بله ظهور الوسائل الإلكترونية التي توفر سرعة و سهولة أكبر في الحصول على المعلومات".
وحتى مطورين هذه المواقع أصبحوا يجرون الدراسات لمعرفة ميول فئات المجتمع المختلفة وأصبح القارئ مستعجل لهذا نجد تطبيقات مثل تويتر وسناب شات وغيرها اعتدت على العبارات القصيرة ووجدت إقبالا منقطع النظير.
إذن لماذا لا تكون هناك مبادرة مجتمعية ثقافية لقراءة الكتب في السودان بعنوان " القراءة طريقنا نحو القمة" تهدف إلى تشجيع كل فئات المجتمع على القراءة والتوعية بخطورة استمرار الابتعاد عن مطالعة الكتب. لأنها لو نجحت يمكن أن تغيير واقع القراءة وواقع المجتمع. لأن داخل كل إنسان قارئًا كامنًا، لكنه يحتاج فقط إلى من يُحيي هذا القارئ فيه،
هناك من يقول: كيف ينفذ هذا الأمر وكل الأشياء غالية؟ من أين نأتي بالمال اللازم لشراء الكتب؟ الأمر بسيط يحتاج الى مجموعة من الشباب يتبنون الفكرة، يمكن أن تكون البداية كل شخص يساهم في تكوين المكتبة بكتاب.
مثلما كنا نفعل ونحن في مرحلة الابتدائية، كانت ترفد مكتبة المدرسة بالكتب عن طريق الطلبة، بحيث يساهم كل طالب بكتاب، كما يمكن أن تكون هنالك اشتراكات رمزية لمن لا يستطيعون إحضار كتب ويمكن جمع هذه الكتب لشراء كتب أخرى تكون غير متوفرة في المكتبة.
من أجل تنمية الشعور بأهمية القراءة وحب الكتاب، وتشجيع الأسرة على تنمية عادة القراءة لدى أبنائها، ومشاركتهم متعتها، إلى جانب ربط الأطفال بالمكتبة والكتب يجب أن تقام المهرجانات القراءة التي عن طريقها تنظم العديد من البرامج والوسائل الترفيهية والتعليمية.
وهذه المهرجانات تشجع كل أفراد الأسرة على ارتياد المكتبات، وتوفير الخدمات المكتبية ، تجعل الكتب متاحة أمام الجميع، إلى جانب نشر الوعي بمصادر المعرفة الحديثة وتزويد المكتبات بأجهزة الحاسب الآلي وربطها بشبكة الإنترنت، وتعليم اللغات الأجنبية ضمن فعاليات المهرجان.
مبادرة "القراءة طريقنا نحو القمة" يمكن ان يتطور ويصير حملة قومية تدعو الآباء والأمهات والكبار بوجه عام ليقرأوا لصغارهم منذ السنوات الأولى من عمرهم ويساعدوهم على أن يخطو خطواته الأولى في عالم القراءة.
قلمي ينزف من أجلك يا سودان…..!!!