الرئيسية » المقالات » نزيف القلم[ردينه أحمد]: زهجنا من الكهرباء المتوفرة..!!!

نزيف القلم[ردينه أحمد]: زهجنا من الكهرباء المتوفرة..!!!

نزيف القلم6

تشهد العاصمة الخرطوم وعدد كبير من المدن السودانية أزمة حادة في الإمداد الكهربائي، مما جعل موجة الاستياء شعبيا تتصاعد داخل السودان حيث يستمر الانقطاع في الكثير من الأحيان أكثر من 12 ساعة في اليوم.
وفي الواقع يؤثر انقطاع التيار الكهربائي ليس على المناطق السكنية والصناعية فقط، بل على الأسواق والمستشفيات والخدمات الرئيسية.
المواطن يعاني من ارتفاع درجات الحرارة، التي تصل إلى أكثر من 45 درجة مئوية في معظم الشهور ، حيث لا يمكنهم تشغيل المراوح أو أجهزة التكييف. والأكثر إزعاجا عدم توفر شبكة الإنترنت التي أصبح الاستغناء عنها مستحيل، كما أن الأطعمة الموجودة بالثلاجات تتعرض للتلف.
القلق يزداد بسبب الذعر الكبير الذي يسببه انقطاع التيار الكهربائي وخطره الشديد على المرضى الذين يعتمدون على أجهزة الاستشفاء.
تتأثر الأسر والشركات في كل مدن السودان بانقطاع الكهرباء بوتيرة متزايدة ولفترات تدوم طوال اليوم في أغلب الأحيان، وذلك في وقت تعاني فيه بالفعل من نسبة تضخم 380 بالمئة ونقص في الوقود والخبز وواردات أخرى.
ترتبط أزمة الكهرباء في السودان بشكل أساسي بأزمة الوقود، ففي ظل عدم توافر الموارد المالية اللازمة لشراء المشتقات النفطية اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء تزداد الأزمة
والأزمة الحقيقية إن المنتج أقل بكثير من حجم احتياجات البلاد. وبحسب الإحصاءات الرسمية، فإن السودان ينتج نحو 1500 ميجاوات في اليوم، بينما تبلغ حاجاته للاستهلاك اليومي نحو 3200 ميجاوات، مما دفع السلطات برمجة قطوعات قاسية للتغلب على هذا النقص.
هذه الأزمة قديمة حديثة، مرتبطة بشكل رئيس في عدم توفر العملة الصعبة، لشراء وقود توليد الكهرباء وقطع الغيار، والتوسع في إنشاء محطات توليد إضافية
والضغوط على الحكومة الانتقالية التي وجهت إليها إشادات دولية بفضل إصلاحات اقتصادية وتمكنت أمس من التوصل لاتفاق تخفيف كبير للديون، لكن نجد استمرار تدهور الأوضاع المعيشية.
ومن أسباب أزمة الكهرباء في السودان عيوب في تخطيط الشبكات، تسببت في هدر الطاقة الكهربائية بنسبة 25 في المائة، بالإضافة إلى سوء الأوضاع الاقتصادية، وعدم قدرة الدولة على توفير الوقود وقطع الغيار والوفاء بحقوق المقاولين الأجانب.
إن مستقبل توليد الكهرباء في السودان هو الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، متى يأتي اليوم الذي تكون فيه الكهرباء متوفرة ونقول زهجنا منها ؟
قلمي ينزف من أجلك يا سودان…..!!!