العيدج احدى قرى ولاية الجزيرة التي لم تكن استثناء ولم تنج من أهوال الجنجويد …يقول زميلنا الاعلامي المعروف شريف محمد الحسن أحد من رفدت بهم هذه القرية الإبداع السوداني ..دخل الجنجويد في يوم الخميس الماضي منطقة العيدج و نهبوا كل الممتلكات وذهبت البلدة كلها الى مسيد خارج القرية و تبرع التجار بضائعهم و الرعاة بالأغنام و قاموا بعمل تكية فلحق بهم الجنجويد هناك و اقتادوا كل المواشي و أتلفوا كل الأواني التي طبخ فيها الطعام و أتلفوا صهاريج المياه و سرقوا الطاقة الشمسية من ابار المياه و نهبوا المواطنين مرة أخرى و قتلوا اثنين من المواطنين وضربوا المواطنين بالسياط حتى الشيخ الوقور شيخ القرية لم يسلم منهم و حين قال احد المواطنين هذا شيخنا رد عليه الجنجويدي( لو بقا الله ذاته بنجلده) !!!
أمروا المواطنين بالخروج من القرية مع الترويع و الشتائم و الألفاظ النابية و تصويرهم اثناء الخروج و الإستهزاء بهم فخرجت القرية كلها و اللحظة كما حكى لي بعضهم كأنه يوم المحشر النساء و الأطفال و كبار السن و ذوي الإحتياجات الخاصة و الأمراض المزمنة. توقف الناس في منطقة شرق القرية تسمى قبوجة فلحقت بهم المليشيا مرة أخرى و روعتهم و كلما ذهبوا الى مكان لحقت بهم المليشيا مرة أخرى و أوسعتهم ضربا بالسياط و ترويعا بالرصاص و نهب ما لم يتمكنوا من نهبه في المرة الأولى.
يقول الراوي :حاولنا نحن اجلاء المواطنين فرفض أصحاب السيارات الدخول الى المنطقة بأي مبلغ و تم الاتفاق مع أصحاب لواري ( شاحنات) فورد للذهاب لود أبو صالح فقط فوجهنا المواطنين بالتوجه إليها سيرا على الأقدام لمدة ثلاثة أيام بلياليها و من المواطنين من هلك في الطريق قبل الوصول إلى شندي. لحقت المليشيا بالمواطنين في ود أبو صالح أيضا و روعتهم مرة أخرى ولكن بعدها جاء أحد الخيرين وتبرع بعربات نقل كبيرة بها بطاطين و مشمعات لتقي الناس من البرد و الأمطار لأن هنالك أمطار هطلت و الناس في العراء و أثناء سير هذه العربة لحق بها الجنجويد بين ود أبو صالح و ود حسونة و أنزلوا جميع المواطنين رجالا و نساء حفاة بلا نعال مع الإذلال و الضرب بالسياط و أخذوا العربة بسائقها و محتوياتها.
أخيرا وبحمد اله معظم الناس وبعد ان وصلوا شندي و الكثيرين منهم أصيبوا باسهالات و الاستفراغ نتيجة السير لمسافات طويلة و انعدام الماء الصالح للشرب و ضربات الشمس و مات منهم حتى الآن نحو 20 مواطنا منهم 4 أطفال.
تم تجهيز مخيم في مزرعة في نهر النيل تبرع بها أحد المواطنين لأن بها مصدر ماء وتم نصب صيوانات لا تفي بالغرض و لكن و لله الحمد كل البلد في مكان واحد يأكلون ويشربون و تشرب وينامون في مكان واحد.
هناك بعض العائلات لم تصل حتى الآن في مناطق متفرقة في ام ضوا بان و التكلة غرب المنطقة و أناس في ودراوة.
…تواصلت مع المهندس الشريف عمر أحد أبناء المنطقة العاملين بولاية نهر النيل وقد ساهم كثيرا في وصول اهله الى منطقة المكابراب جنوب الدامر فقال : يعاني الاهل حاليا من مشكلة الإسهالات بصورة كبيرة و السيارات على رأس كل ساعة تنقل المواطنين الى مركز العزل في الدامر. مع النقص في الخيام والحمامات ومالم تنته مشكلة تكدس الاسر داخل الخيام فلم تتوقف مسالة الاسهالات هذه …شكر باشمهندس شريف العاملين بالصحة لتعاونهم مع اهل القرية والتزامهم بالبقاء قريبا منهم وانشاء مركز عزل قريب من القرية ان تطلب الوضع ذلك ولكنه إشارة الى قلة الهيام التي وصلتهم حتى الآن ..
هذه بعض فصول من محنة يعيشها أهل قرية العيدج التي كانت وسط الجزيرة فاصبحت الآن جزءا من شمال السودان
بعد تعدي واعتداءات مليشيا القتل والاغتصاب والارهاب وهي بعض من الاف القصص والحكاوي التي لم ترو بعد وقد حدثت ومازالت تحدث كل يوم ..
وكان الله في عون الجميع