نعم هي خرطوم الجمال وخرطوم الصمود وخرطوم السودان بل وخرطوم افريقيا لما اشتمل عليه رحمها من خليط واجناس..
احترقت وباتت أثرا بعد عين وبفعل الساسة وأطماعهم وخلافاتهم اندلع الحريق وانفتحت الأبواب أمام دهماء لا يعرفون غير القال والتعب والسلب والتخريب والاغتصاب وقطع الطرق…
طمع الساسة في ان يحكموا ولو على جثث المواطنين كان هو القشة التي أمسكت فيها النار فعم الحريق وطال كل شيء ..
مؤسسات الثقافة والسياحة والاثار لم تسلم من نيران الحقد والجهلاء ومواقع التدين والعبادة خلت من مرتاديها بأمر من للغزاة الذين لا يعرفون الدين …توقفت الحياة تماما وبكت المساجد فقدها المصلين والساحات احتفالات الأعياد ومولد المصطفى صلوات الله والسلام عليه..
يوم أمس كان السابع والعشرين من سبتمبر وهو ما يصادف احتفال العالم باليوم العالمي للسياحة وهو احتفال غاب كذلك عن الخرطوم بفعل ما أحدثه الساسة من خراب..
بمناسبة هذا اليوم والاحتفال العالمي كتب مدير الإدارة العامة للسياحة بوزارة الثقافة والاعلام والسياحة الاتحادية الأستاذ عثمان الامام كلمة نعى فيها الخرطوم وعدد فيها ما كان للخرطوم من الق وما كان فيها من احتفاء بهذا اليوم ..
كلمة باكية حزينة حد الحزن كانت كلمة مدير عام السياحة في اليوم العالمي للسياحة وقد كان مخططا ان يكون الاحتفال به في احدى اجمل بقاع السودان وأكثرها جذبا للسياح ( منطقة جبل مرة) ومن قبلها كان الاحتفال بمدينة القضارف وكسا الحزن الخرطوم في هذه المناسبة ولبست كل المواقع السياحية ثوب الحداد…
في كلمته الحزينة قال مدير عام السياحة ان كل عواصم العالم تضئ سماواتها الان بالشموع والألعاب النارية وتزدان شوارعها ومسارحها احتفالا عدا الخرطوم التي تضئ سماءها نيران المدافع والقنابل وتكتسي شواطئها الست حزنا وتمتلئ أنهارها الثلاثة دماء واشلاء..
بكا الخرطوم اهل الثقافة والسياحة وهم من فقدوا فيها الحسن والجمال والبهاء والامن والأمان بعد ان احرقها الساسة الذين غادروها فور اندلاع الحريق ليتركوا أهل الثقافة والفن والابداع والسياحة ينظرون بعيدا يحدقون في الفراغ املين في نهاية قريبة وعودة عاجلة لمدينة ما عرفت إلا بالجمال والحب والترحاب بكل قادم اليها حتى وان كان ممن يعضون يد المحسنين…
وكان الله في عون الجميع