بمثل ما امتلأت الوسائط عشرات المرات سابقا بأخبار فشل منبر جدة التفاوضي بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم المتمردة في احراز أي تقدم أو تحقيق نتائج ..ها هي ذات الوسائط تعيد علينا نشر نفس الخبر وبذات التفاصيل مرة أخرى ..
يوم أمس وفي نهاياته كان فعلا يحمل للناس ذات النتائج المتوقعة من منبر جدة التفاوضي وذات التفاصيل الظاهرة كأسباب لفشل المفاوضات حيث سارت المنابر بخبر الفشل وتعليق التفاوض وعودة الوفدين إلى قيادتهما لمزيد من المشاورات!!!
الفشل عزته الاخبار المتناقلة الى عدم التوافق بين الوفدين على نقطتين هما خروج المتمردين من بيوت المواطنين وغرف النساء وأزالة الارتكازات التي يتخذها التمرد مواقع للتسلط على المواطنين وخطف بعضهم من خلالها ونهب ما يعثرون عليه في جيوب وحسابات وسيارات وحلي المواطنين والمواطنات …
هذا هو السبب الظاهري وهو سبب حقيقي بالنسبة للمتمردين الذين لا يملكون موقعا واحدا يتحكمون فيه غير بيوت المواطنين والمستشفيات وبعض المباني التي يتخذونها مواقع لقنص المارة من مدنيين وعسكريين وكذا لا مصدر رزق لهم غير هذه الارتكازات والنقاط التي أصبحت تدر عليهم مالا ونساءا ورجالا فيتخذون النساء سبايا ويدعون ان المخطوفين من الرجال اسرى حرب !!!
الأسباب غير المعلنة كررنا كثيرا انها اجندة رعاة المنبر ومدعي البحث عن حل لمشكلة السودان..
رعاة المنبر ومن وراء الستار لا يتخذون قرارا ولا يقفون موقفا إلا من بعد ان ترضى الفئة التي أشعلت الحرب انحيازا للاطاري الذي يرعاه وبقوة رعاة المنبر التفاوضي…
من تتم استشارتهم من وراء الستار لن يقبلوا بنجاح التفاوض مالم يتم تضمين اجندتهم المتمثلة في العودة الى وضع ما قبل الخامس عشر من ابريل وإعادة عقارب الساعة وجر التاريخ الى حيث كانوا هم السادة وكان السودان في هوان..
لن تضغط الوساطة على التمرد حتى بتنفيذ ما وافق عليه ووقع عليه في اول هدنة بين الطرفين ..
لن تستطيع الوساطة وإن توسعت تجاوز مطالب من يجلسون خلف الكواليس من عملاء الغرب والعرب والذين يؤكدون كل يوم ان السودان لن يهنأ بسلام وأمن إلا بعد ان يحكموه ويعيدوا إليه منظمات واعانات واغاثات واتفاقيات وشركات الغرب لتعمل فيه تنفيذا لأجندتهم والتي تقول ان الغرب أولى من غيره بخيرات السودان ..
نكرر ما قلناه هنا من ان منبر جدة والذي أدمن الفشل مرة بعد أخرى ليس هو المكان الصالح لحل هذه القضية بالتحديد وليس هو المكان المناسب لبحث قضية رعاته مشاركين في أسبابها وفي اشعال جذوتها ولا يزالون متمسكين برأيهم حول الأوضاع والاحوال التي يجب ان يكون عليها الحكم في السودان..
لا مفر من ولا بديل للحل العسكري الذي كان كل منافق وذيل يقول انه مستحيل ويردد لا للحرب وهو يعلم عدم جدية من يناصرهم في الجنوح الى السلام …
كل المؤشرات تقول ان موعد إعلان النصر بات وشيكا وإن ما يتمسك به وفد المليشيا من بيوت وغرف نساء وارتكازات تهتز وبشكل يومي تحت اقدام المندسين فيها والمحتمين بها وأنها أصبحت جحيما لا يطاق وانها في غالبها أصبحت خالية من أي وجود للمتمردين …
على الحكومة والجيش عدم الالتفات لدعوات التضليل والاستجابة لمنابر الكذب عربيها ودوليها والافريقي ذلك ان كل من يدعي سعيا حميدا كان يوما من دعاة الحرب ونصيرا للمتمردين ولن تتغير مواقفهم هكذا وهم من لم يدينوا كل بشاعة جرائم المتمردين…
وكان الله في عون الجميع