حين حدث ما حدث في الخرطوم وبدأ انفراط عقد الامن ومن ثم استيلاء التمرد على مقار حكومية كثيرة بحكم تواجده فيها وتمدده الى مواقع أخرى بسبب استعداده المبكر للحرب ومباغتته أجهزة الامن والتامين قبلنا ووجدنا العذر لكل أجهزة الدولة التي اخذتها المفاجأة وبرغم ذلك استطاعت ان تحقق انتصارات متتالية منعت بها التمرد من الاستيلاء على السلطة كاملة ومنعهم اغتيالات كان مخططا لها ودمرت مقار ومعسكرات كان يحتمي فيها التمرد ويحتفظ فيها بأسلحته ولو استمرت بيده لفعل الكثير..
هذا كان في الخرطوم أما في خارج الخرطوم فقد كانت الشرطة وجهاز الامن والمخابرات وكل وحدات الجيش وكل جهاز يعمل كقوة نظامية موجودا وبكل ما لديه من قدرات وقيادات..
حتى هذه اللحظة لم تتغير قدرات وقيادات هذه الأجهزة إلا بنسب ضئيلة جدا ذلك ان من بين منسوبيها من كانوا في صف بيع الذمم والضمائر والاوطان وبعض هؤلاء تم كشفهم وبتروا ولازال هناك من هم موجودون..
بعد يا التمرد من السيطرة على الخرطوم وتمكنه من سلب ونهب كل ما فيها توجه الى الولايات بدءا بالجزيرة وبذله محاولات لدخولها ودخول نهر النيل ثم تنجع الى شمال كردفان والنيل الأبيض وولايات دارفور أخيرا..
بعد مهاجمة المتمردين لقواعد ومقار عسكرية ومدن وهجومه على حقول النفط في غرب كردفان ها هو يهدد باجتياح عدد من المناطق والمدن وعلى راسها مدينة الفاشر التي جاء في الأخبار أنهم تمكنوا من دخول مباني شركة سوداني وعاثوا فيها فسادا ونهبا وتخريبا ولم يتركوا حتى المقاعد التي ينتظر عليها الجمهور بعد استيلائهم على كافة الأجهزة والمعدات..
هذا الذي بدا من ولاية الجزيرة واستمر حتى هذه اللحظة يجعلنا نستفسر ومتسائل…
ألم يكن معلوما ان التمرد سيواصل مسيرته في إطار حلمه بحكم السودان وفي اطار مساعيه لتدمير البلد ان فشل في السيطرة بعد ان يقوم ينهب كل شيء؟
ألم يكن معلوما ومفهوما ان التمرد حين يخرج من منطقة بعد هزيمته سيتجه الى منطقة أخرى خاصة وأن الكل يعلم ان خطوط إمداده مفتوحة ؟
ألم يكن معلوما ان أجهزة الدولة المعنية بالدفاع عن الناس وعن ممتلكات ومنشآت الدولة والمواطنين هي المسؤولة عن رد وردع التمرد اذا ما وصل حيث يوجدون؟
ألم يكن معلوما ومفهوما ان قوة التمرد وعتاده الذي شاهدناه وعلمنا عنه الكثير يحتاج ان نواجهه بما لا يقل عنه قوة وعتادا وبالتالي تسعى الدولة لتوفير هذه الأجهزة الموجودة في الولايات؟
تلك أسئلة ربما طرحت من قبل ويعاد طرحها كل حين وسنظل نطرحها الى ان نجد الإجابات .. فتمدد التمرد متوقع ومواجهته معلوم انها مسؤولية هذه الأجهزة قبل المواطنين والاستعداد لهذه المواجهة هو فعل من صميم واجبات هذه الأجهزة ولهذا نتساءل عن أسباب تمدد هذا التمرد رغم وجود أجهزة بإمكانها التصدي والردع وانهاء هذه الاحجية..
ننتظر إلا يستمر ما نراه من تمدد وكسب مزيد من النقاط على حساب الدولة ومزيد من نهب كثير من المقدرات بواسطة المتمردين والا يحدث ما حدث في بعض الولايات في بقية الولايات وإن تتولى الأجهزة المعنية بالدفاع عن الناس وممتلكات ومقدرات الدولة ان تضع من الخطط والاستعدادات ما يرد ويردع كل محاولات هؤلاء الاوباش من التمدد والنهب والسرقة والترويع وارتكاب الفظائع بحق الآمنين..
وكان الله في عون الجميع