الرئيسية » المقالات » مهد الحروف[د.هيثم حسن عبدالسلام] ما برانا؟

مهد الحروف[د.هيثم حسن عبدالسلام] ما برانا؟

0.91212300 1657641160. هيثم حسن

والعام يلملم أوراقه ، ويتلفت الزمان ، وكأني به يبحث فيما مضى أن كيف مرت لحظاتي سراعاً ، وكيف ستبدأ أيامي مع عالم بات مضطرباً في كل شئ ، اختلطت بين الناس خداعاً وحقيقة ، جنوحاً وجنوناً، غير أن بسمـة ارتسمت في وجه العـام المغادر، إني وجدت لك مخرجاً لغسل أدران ما خلفته بعض نفوس شحيحة ، وبعض قلوب صدئة ، وبعض ضمائر في ثبات نومها تغط ، أو قل في غفلتها تناست رفع رأسها تمعناً في قمر قد انشق ، واقترب حسابها .
وفي التبسم سر كبير ، هي مسيرة بدأت ، ولن توقفها سوى محطات التزود بكل جديد وحديث ، ولن تثنيها عن مسارها سوى التوقف لاصطحاب الجميع ، المواصفة باتت لغة التفاهم العالمية كالماء والهواء لا تستقيم معاملات أو قل مجتمعات من الاحتكام لها ، والتقيد بها يفتح أبواب الوضوح والشفافية ، والجودة تبدأ منها ، وتنتهي بها كل جماليات المكان ، وتصبح اللوحة زاهية بكل ألوان تفتح النفس لعام آخر
(مابرانا) قصة لن تنتهي بنا ولن تتوقف عندنا ، نحتاج للجميع ، مسؤولية ، وتعاوناً ، وتنسيقاً لتحقيق طموحات المستهلك السوداني ، نحتاج لجهود التاجر والمصدر والمنتج والمورد ، إلتزاماً قياسياً ، وتجويداً وتدقيقاً باشتراطات ومواصفات تضمن لهم أولاً سلاماً وأمناً وربحاً حلالاً ، وتمنح ما يقدمون من سلع وخدمات ومنتجات جوازاً للقبول ، وتأشيرة للعبور لرضا الزبون .
(مابرانا) نحتاج معنا المستهلك ، إن كان طفلاً ينشأ (مواصفياً) ، ويتربى مع وعي عالمي وتوجه يستشرف به مستقبلاً سيبدو قاتماً إن أهملنا المواصفة في حياته ، نحتاج المستهلك وإن تجاوز الصبا ليكون شاباً واعياً مدركاً ، ليقود يوماً ما مستقبل هذا البلد الواثق رغم جراحات التكبيل والتعطيل ، نحتاج معنا رجالا وشيوخاً ليقدموا مع الخبرة عصارة تجاربهم الشخصية ، وكيف نمكّن لمجتمع معافى يتجاوز محطات المخربين والطامعين والمتلاعبين بقوت الجميع ، متناسين أن الفاسد يأكل منه وأهله ، وقد ينكوي بنيرانه قبل الآخرين .
(ما برانا) نحتاج معنا سيدتي حواء (مواصفة المنزل) تراقب وتفحص ما تقدمه جموع المستهلكين داخل مملكتها الصغيرة ، نحتاجها معنا تكفكف عن صدورنا دمعات سقطت من فرط أهوال سمعناها وشاهدناها بغياب الضمير . (مابرانا) وبيننا أقلام إعلامية تكتب وتفتح لنا أبواب التصحيح بالنقد البناء والموضوعي ، وينقلون عنا خيراً ويمنحونا ضياء المعرفة تظلل الجميع.
(مابرانا) وقد توحدت جهود الجهات الرقابية في بوتقة حماية المستهلك يعملون بقوة التأثير الإيجابي لتحقيق مصالح وتطلعات المستهلكين. فكانت اللجنة القومية لشؤون المستهلكين تشكل فلترون القوة للمستهلك.
(مابرانا) لغة نختم بها ما مضى ، ونبدأ فيها مرحلة جديدة لنكتب بالمواصفات وحدة الوطن ، وحدة جهود من يخدمون المستهلك ، ولا أظن من يسعى وحده في عقد زمان سينتهي ، يوماً ما سيصل ، غير أني متفائل بعام جديد نكون فيه معاً .
وكل عام والمستهلك بخير وصحة وعافية ، وكل عام ونحن معاً يداً واحدة ضد مخالفة المواصفات .