الرئيسية » المقالات » مهد الحروف[د.هيثم حسن عبدالسلام]: عام هجري جديد..لمستهلك سعيد.. كلنا للقضية

مهد الحروف[د.هيثم حسن عبدالسلام]: عام هجري جديد..لمستهلك سعيد.. كلنا للقضية

0.31477800 1628534829. هيثم حسن

وعام هجري اخر ، يلملم أوراقه ، ويتلفت الزمان ، وكأني به يبحث فيما مضى أن كيف مرت لحظاتي سراعاً ، وكيف ستبدأ أيامي مع عالم بات مضطرباً في كل شئ ، اختلطت بين الناس خداعاً وحقيقة ، جنوحاً وجنوناً ، غير أن بسمـة ارتسمت في وجه العـام المغادر ، إني وجدت لك مخرجاً لغسل أدران ما خلفته بعض نفوس شحيحة ، وبعض قلوب صدئة ، وبعض ضمائر في ثبات نومها تغط ، أو قل في غفلتها تناست رفع رأسها تمعناً في قمر قد انشق ، واقترب حسابها
وفي التبسم سر كبير ، هي مسيرة بدأت ، ولن توقفها سوى محطات التزود بكل جديد وحديث ، ولن تثنيها عن مسارها سوى التوقف لاصطحاب الجميع ، فالمواصفة باتت لغة التفاهم العالمية كالماء والهواء لا تستقيم معاملات أو قل مجتمعات من الاحتكام لهما ، والتقيد بهما يفتح أبواب الوضوح والشفافية ، والجودة تبدأ منها ، وتنتهي بها كل جماليات المكان ، وتصبح اللوحة زاهية بكل ألوان تفتح النفس لعام آخر .
كلنا لقضية المستهلك قصة لن تنتهي بنا ولن تتوقف عندنا ، نحتاج للجميع ، مسؤولية ، وتعاوناً ، وتنسيقاً لتحقيق طموحات المستهلك السوداني ، نحتاج لجهود التاجر والمصدر والمنتج والمورد ، التزاماً قياسيا ، وتجويدا وتدقيقاً باشتراطات ومواصفات تضمن لهم أولاً سلاماً وأمناً وربحاً حلالاً ، وتمنح ما يقدمون من سلع وخدمات ومنتجات جوازاً للقبول ، تأشيرة للعبور لرضا الزبون .
نحتاج معنا المستهلك نفسه، إن كان طفلاً لينشأ (مواصفيا) ، ويتربى مع وعي عالمي وتوجه يستشرف به مستقبلا سيبدو قاتماً إن أهملنا المواصفة في حياته ، نحتاج المستهلك وإن تجاوز الصبا ليكون شاباً واعياً مدركاً ، ليقود يوما ما مستقبل هذا البلد الواثق رغم جراحات التكبيل والتعطيل ، نحتاج معنا رجالا وشيوخاً ليقدموا مع الخبرة عصارة تجاربهم الشخصية ، وكيف نمكّن لمجتمع معافى يتجاوز محطات المخربين والطامعين والمتلاعبين بقوت الجميع ، متناسين أن الفاسد يأكل منه وأهله ، وقد ينكوي بنيرانه قبل الآخرين .
ولاجل مستهلك امن وسعيد نحتاج معنا سيدتي حواء (مواصفة المنزل) تراقب وتفحص ما تقدمه لجموع المستهلكين داخل مملكتها الصغيرة ، نحتاجها معنا تكفكف عن صدورنا دمعات سقطت من فرط أهوال سمعناها وشاهدناها بغياب الضمير .
(إذن كلنا نعمل معا) لغة نختم بها ما مضى ، ونبدأ فيها مرحلة جديدة لنكتب بالمواصفات والجودة وحدة الوطن الجديد، وحدة جهود من يخدمون المستهلك ، ولا أظن من يسعى وحده في عقد زمان سينتهي ، يوماً سيصل ، غير أني متفائل بعام هجري جديد نكون فيه معاً .
وكل عام والمستهلك بخير وصحة وعافية ، وكل عام ونحن معاً يداً واحدة ضد مخالفة المواصفات .