ولك عزيزي القارئ أن تضع من علامات التشكيل ما تراه مناسباً للواقع والحالة، فالعام الجديد أتمناه وكلنا كذلك ،أن يكون عاماً فيه يغاث الناس أمنا وأمانا وسلاماً، ومحبة تفضي لواقع أفضل مما عشناه في سابقات الأعوام (والحمد لله).
وما نرجوه في عامنا الجديد أن يكون عاماً بلا (حفر) فشوارعنا باتت لا تطاق فالراكب والراجل كلهم يشكون وأصحاب العربات يئنون من فرض أعطال لمركباتهم جراء (الحفر) التي في قلب ورئة الشارع إن لم تكن في كامل جسده فبات كل شارع عبارة عن ترع وحفر تصيب الناس (بالانزلاقات القضروفية) والزهج والغضب ، وتتردد عبارات الاستهجان، واللعن أحياناً كثيرة للشارع الصامت لا ذنب له فهو الجماد الذي يسعى الناس لردمه وإصلاحه.
(فالحفر) واضحة للعيان ولدينا من الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية المعنية بهذا الأمر لا حصر لها ولا عد ، وأحسب أن لها خطط وبرامج ورؤى استراتيجية ، يجب أن تلاحق كل ذلك بجهود متصلة حتى لا تزداد حالات السخط عليها أكثر مما هي عليه ، وللأمانة في بعض الأحيان نرى بعض الحراك على استحياء لردم ودفن بعض الحفر في بعض الشوارع ولكن للأسف حراك لا يكاد يكون مؤثراً ولا يتم بالصورة المطلوبة كحل جذري ، ولكم أن تتخيلوا كم المعاناة التي ظللنا نعانيها جميعا بدون فرز أو استثناء من جراء هذه (الحفر) فليتكم تسمعوننا وليتكم تستجيبون أن يكون عاماً فعلاً بلا (حفر).
وكما نرجو جميعاً أن يكون عاماً بلا (حفر) ولكم حق التشكيل، بأن يكون عاماً فيه خلاصنا من كل ما يضمره البعض شراً أو حسداً للأخر ، متسامحين ، متحابين ، نرجو فيه الخير لبعضنا البعض ونحفر حفرة كبيرة لندفن فيها كل أدوات (الحفر) ونمضي بحب مبتسمين ، ولنتذكر أننا كلنا راحلون ولن نترك سوى الأثر الطيب، ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها، فدعونا ندفن ماتبقى منها بالمحبة الصادقة قبل أن ندفن.