– تظل قضية النظافة هي محور سلامة وصحة المستهلك ، وبدون البيئة النظيفة تتكالب عليه جيوش التلوث ، وتتناوشه الأمراض من كل جانب ، وبكل صدق أجد أن الجهود الأخيرة التي يقوم بها السيد والي الخرطوم وأركان سلمه وفي كل الاتجاهات لتحسين الخدمات بالولاية تستحق الإشادة والتقدير
وأبعث هنا رسالة في بريده لأجل التشديد في أمر نظافة ولاية الخرطوم وهي جهود تحتاج للصدق والإخلاص ، ومحاولات جادة ومستمرة ، فالناظر لحال الولاية من التراكم للقمامة على مستوى كل المحليات لهو أمر يدعو للأسف الشديد ، بل بات منظر الأوساخ هو الصورة الذهنية التي طبعت في أذهان من ساكنها أو زائرها.
– خصوصاً ونحن في موسم العيد الكبير ومخلفات الذبيح وأيضاً فصل الخريف، فيجب على الولاية عبر آلياتها أن تسعى جاهدة لنظافة الولاية وألا يكون عملا موسمياً فقط ، فمثل هذه الأعمال إن لم تجد الاستمرارية والدعم اللازم من قبل الدولة والقطاع الخاص والمستهلك نفسه سنعود للمربع الأول ، ولن تتحقق البيئة النظيفة التي نحلم بها.
– وعلى القائمين على أمر نظافة ولاية الخرطوم أن يدركوا تمام الإدراك أن التوعية هي المحور الرئيس في عملية النظافة ، فصاحب المحل يجب أن يعي تماماً أن مخلفات تجارته يجب وضعها في أكياس مخصصة للنفايات ويجمعها في مكان محدد ، بل يجب أن يكلف مسؤولاً عن ذلك ، وعلى المحليات أن تعي تماماً أن مواعيد مرور عربات أخذ النفايات يجب أن تكون دقيقة ومضبوطة فضياع الوقت يعني تبعثر القمامة وضياع الحلم النظيف مع (البركته) التي أصبحت مؤرقاً للجميع .
– كذلك أهل الحي الواحد يجب عليهم تطبيق نظام واحد في الاهتمام بجمع ونقل القمامة من أمام منازلهم حتى لا يصبح الحي مكباً للنفايات ، فاهتمامهم يعني تعزيز دورهم في المحافظة على صحتهم وبيئتهم وبالتالي يكونوا عامل ضغط قوي على المحلية والمشرفين على عملية نقل النفايات بالإهتمام أكثر والحرص على مواعيد العربات .
– ومن جانب آخر على هيئة نظافة الخرطوم التفكير في وسائل سودانية مع أهمية نقل التجارب العالمية ، ولكن عليهم أولاً نقل المستهلك بكل فئاته من دائرة اللا إهتمام بأهمية النظافة وأنه شريك أصيل فيها ، إلى دائرة الشراكة والثقة في الجهة التي تقدم الخدمة ، فطالما يرى المستهلك أن عمال النظافة يتركون بعض النفايات أمام المنازل وفي وسط الشوارع ، وأحياناً تتطاير الأوساخ من العربة أثناء مرورها في الشوارع ، مثل هذه المناظر تجعل المستهلك بعيداً عن الشراكة الحقيقة المطلوبة بينهم ومقدمي الخدمة .
– دعونا نحلم بتطبيق أميز النظم في مجال النظافة لأجل مستهلك يعيش في بيئة نظيفة سواء أكانت يابانية أو مجرد فكرة من عقول سودانية عايشت القمامة وتجولت في أوساخ الولاية وأسواقها ، فالحلم اليوم وغداً الحقيقة بإذن الله. وكل عام وانتم بخير ومعا لأجل مستهلك يعيش في بيئة نظيفة.ش
د.هيثم حسن عبد السلام
خبير شؤون المستهلك