الرئيسية » المقالات » مجرد سؤال[رقية ابوشوك] تبكيك الجوامع الانبت ضانقيل

مجرد سؤال[رقية ابوشوك] تبكيك الجوامع الانبت ضانقيل 

ابوشوك

غيب الموت عن دنيانا الفانية مساء “السبت” الماضي اخ عزيز وابن خال عزيز فقد فجعنا برحيل اخانا ” عماد عثمان محمد طه” ابو “عثمان وأحمد ووجن ” ..
استقبلنا الخبر كالصاعقة التي هزت كياننا وجرحت قلوبنا وبكت عيوننا وذلك بالرغم من ان الموت حق إلا أننا لم نألفه.. وهكذا دائما يرحل الطيبون في صمت وبسرعة .. رحل وترك في دواخلنا جراح لن يندمل فقد تجدد الجرح مرة اخرى بموت “عماد” عميد اسرة المرحوم “عثمان محمد طه” وهادي ركبها … رحل رجل الصلوات والمساجد ورجل القرآن الذي انعكس في سلوكه وأخلاقه ..
رحل زوج شقيقتي الصغرى دكتورة “نايلة احمد ابوشوك” وترك لها الدموع ولسان حالها يقول : ارمي الدمعة فوق الدمعتين يا عين وبعد الليلة حابساها الدموع لمين
 وآه يا طويرة الاحزان آه لو تعرفي البي  
 جرحك انت صاب الريش  
 وجرحا لي مسافر في النسيج الحي                                        
رحل وهو الرجل الصبور الذي احتسب مرضه لوجه الله تعالي .. لم يتضجر من المرض لأنه يعلم تماما ان المرض ماجاء الا  ليرفع درجته عند الله سبحانه وتعالي لذلك كثيرا ما كان يقول: (الحمدلله انا كويس وفي نعمة) .. رغم ان المرض الذي عجل برحيله لم يكن عام او عامين ولكنه كان بضع اشهر  … فالمرض لم يمنعه من أداء الصلوات المكتوبة في المسجد الذي سيفقده الآن لأنه كان حمامته .. كان يتناول المسكنات حتى يؤدي صلاته في بيوت الله لأنه موقن بأن اول ما يسأل به العبد من عمله يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلحت بقية الأعمال لذا فإن المساجد ستبكيه قبل ان نبكيه نحن:                                                        
    تبكيك الجوامع الانبت ضانقيل … لقراية العلم وكلمة التهليل                                                
 رحل والمسبحة لم تفارق يديه حتي في اللحظات الأخيرة من عمره بل وقبل سويعات من رحيله … فقد كانت المسبحة المصحف وتلاوة القرآن وصلاة الليل والضحى ديدنه .. رحل بعد أعلن توحيده لله وهو يلقن بالشهادة  بأن “لا اله الا الله وان محمد رسول الله ” كان يرددها دون تلعثم وبشهادة زوجته و”شقيقاتي دكتورة أحلام ونفيسة” وهو بمستشفيي “الملك سلمان” بمدينة حائل بالمملكة العربية السعودية” .. رحل بعد ان أوصى زوجته لانه يعرف قرب الاجل  فوصيته ستكون كالطوق في جيدها ..
رحل وهو مبتسم (فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد) فالموتى يشاهدون أعمالهم لحظة الموت  … رحل وقد تصبب العرق من جبهته لحظة الوفاة رغم ان حائل معروفة بالانخفاض الكبير في درجات الحرارة وكما هو معروف فان تصبب العرق من الجباه من علامات حسن الخاتمة .. رحل بعد ان خرجت روحه في كسر من الثانية بدون ان يحرك اي شئ من جسده (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلي ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) .. رحل وسيرته الحسنة على لسان الأطباء الذين أشرفوا على حالته لان الحمدلله دائما على لسانه والمسبحة في يده ..
 لحظة موته نزل الغيث في المستشفى فقط دون بقية الأمكنة .. نزل الغيث لأنه كان كالغيث أينما وقع نفع … بكته والدتي من الأعماق لأنه كان بالنسبة لها ليس زوج ابنتها فقط وانما ابنها وابن اخيها … بكوا صغاره كأنهم لم يبكوا من قبل ذهبوا مع الكبار وقبوره في مقبرته وجلس “عثمان” الصغير في رأسه ليقرأ له ما تيسر من كتاب الله كانوا جميعهم بالمسجد لحظة الصلاة عليه .. نعم كانت صلاته وجنازته محضورة كما حكوا لنا فقد كانت (7) صفوف وكان كل صف به ما يقارب ال (50) شخص وهكذا … جاءوا اليك لانهم احبوك قاطعين المئات من الكيلومترات ..
 شكرآ لكل من جاء للمرض وتشبع الجثمان وللعزاء وعلى رأسهم اخونا “علي الميرغني وسعيد محمد سعبد وعروة الكلس ومصعب ومعاذ ابوشوك وعادل إبراهيم وحمزة محمد احمد وسراج ومعاذ بامسيكا ومحمد محي الدين” … شكرآ للجيران بمدينة حائل الذبن كانت لوقفتهم المشهودة معاني ودلالات في قلوبنا …
شكرآ جامعة حائل التي وقفت والكل يعرف وقفتها الجليلة ..شكرا مستشفى “الملك سلمان” دكتور “وليد وخالد وسارة وتسنيم” وكل التيم العامل الذين كانوا على اتصال دائم مع دكتورة نايلة التي كانت مشفقة على زوجها  كانوا لم يترددوا في اي  استشارة كانوا يقدمون كل ما هو ممكن لإزالة المرض عنه فالله سبحانه وتعالى قد سخر لها عباده ..
شكرا للجالية السودانية بحائل الذين كانوا حضورا .. شكرا ل امي “عائشة محمد طه وشقيقاتي دكتورة احلام ونفيسة” الذين خففوا المصيبة وهن يقفن بجانب شقيقتهم  وصغارها شكرا ل “ندي سعيد وريان عبد الرحيم “..                        
نسأل الله له الرحمة والمغفرة  وان ينزله منزلة الصديقين والشهداء ونحسب انه من الشهداء فقد مات مبطونا .. كما نسأله ان يربط على قلب زوجته وصغارها وأن يجبر كسرهم وان يجعل البركة في ذريته                
 واخيرآ ما نقول الا ما يرضي الله (ان الحمدلله رب العالمين) و(انا لله وانا اليه راجعون)