وداعآ "باب شريف" .. هذا العنوان كان عنوانا لإحدى المقالات التي كتبت عن سوق باب شريف .. وهنا استميح الكاتب عذرآ وانا استلفه ليكون عنوانا لمقالي هذا فما احر لحظات الوداع ونحن نودع سوقا بحجم سوق باب شريف
بالامس حملت الأخبار خبرا مفاده اسدال الستار على أقدم سوق بمدينة "جدة’ بالمملكة العربية السعودية .. سوق "باب شريف" وذلك في إطار خطة المملكة لتغيير وجه مدينة "جدة" لتكون واجهة سياحية وذلك ضمن خطة عامة من ضمن خطط المملكة الاقتصادية
سوق "باب شريف" ذلك السوق العريق والعتيق الذي يبلغ عمره العشرات من السنين .. له وقع خاص في نفوس كل الحجاج والمعتمرين من مختلف الجنسيات خاصة السودانيين الذين يقصدونه لشراء احتياجاتهم وهداياهم .. وهم يتجولون بداخله وكأنهم يتجولون باحد اسواق الخرطوم باعتبار أنه شبيه باسواقنا الشعبية الذي ترتاح وانت بداخله خاصة وأن به كل ماتود ان تشتريه؛
محال تجارية راقية ومغالق ومحلات عطور وكريمات وثياب نسائية سودانية وعطارات وباعة متجولون بالاضافة الي (السبح) الجميلة بانواعها واشكالها المختلفة .. فهو عبارة عن سياحة تسويقية عالية الذوق
ف"المعتمرين والحجاج" من السودان بعد انتهاء مهمتهم الدينية التي جاءوا من أجلها يفكرون أول ما يفكرون في سوق "باب شريف" .. واذكر هنا ونحن نؤدي فريضة الحج في العام 2015 م وكنا نتلقى بعض الدروس والارشادات الخاصة بالشعيرة في مخيم مني وكيف بنا ان نرمي (الجمرات) سألت المرشدة الدينية الخضور .. كم عدد أركان الحج؟ وقد استقبلت الاجابة الصحيحة الا أنها قالت مازحة لا الاركان خمسة ما اربعة نسيتوا وللا شنو يا جماعة باب شريف؟ بعد ذلك ضج المخيم بالضحك في اشارة منها بأن كل ما بالمخيم سيذهب بعد انتهاء الشعيرة ل "باب شريف" وقد كان
ومن الطرائف أيضا ان معظم اصحاب سيارات الاجرة من السودانيين يكونوا بالقرب من الفنادق التي بها مجموعة من السودانيين بجدة وعندما تقصدهم وتقول لهم باب شريف يتحرك بكل ثقة ولا عناء تفكير تستغل السيارة وانت مطمئن انك ستصل وجهتك
وهنالك بالسوق لا تشعر بالوقت لانه يسرقك وانت تتجول بداخله .. تتلفت يمنة ويسرة وأينما تذهب وانت بداخل السوق تجد الكثير من السودانيين وتقف لتحيتهم بل وتسأل ياجماعة محل الموبايلات بوين؟ وتتكرر الزيارة غدا وبعد الغد وهكذا زيارة واحدة له لا تكفي
الأسواق الشعبية حتى وإن كانت الدولة من أرقى دول العالم مهمة جدا ففي القاهرة مثلا تجد سوق "العتبة" وهو من أشهر الأسواق الشعبية بها وهو شبيه بـ "باب شريف" والسوق الشعبي الخرطوم وغيرها من الأسواق الشعبية
نعم نحن مع السياحة وتغيير وجه المدينة ولكن في ذات الوقت نحن حزينون لفراقه وأين سيذهب الحجاج لشراء احتياجاتهم خاصة وأنه قد اشتهر بالأسعار التي في متناول اليد
التحية للسعودية حكومة وشعبا وهي بالطبع ستفكر في إنشاء أسواق أخرى بديلة