الرئيسية » المقالات » مجرد سؤال[رقية ابوشوك]"من أجلنا ارتادوا المنون"

مجرد سؤال[رقية ابوشوك]"من أجلنا ارتادوا المنون"

0.92275600 1641010064

تمر علينا هذه الايام الذكرى الـ (66) استقلال السودان المجيد نعم جاء الاستقلال ومازلنا نعيش فراغا يمكن أن نطلق عليه "فراغ ميزانية" بمعنى " أن لا ميزانية" .. ندخل العام 2022م بدون ميزانية فحتى الآن لا احد يستطيع ان يقول اضطلعت على بنودها وتفاصيلها الدقيقة وعرفت إيراداتها ومصروفاتها وعجزها ..جاء الاستقلال واقتصادنا مازال يعاني من مجموعة من الأزمات التي تقف أمام المسيرة حيث كان من المفترض أن نكون في المقدمة
وكما هو معروف فان استقلال السودان جاء بعد عمل مضني وتضحيات جسام ، وحينها قال الزعيم الازهري الرمز الاستقلالي الاول طيب الله ثراه قال : "أتينا بالاستقلال نظيفا مثل صحن الصيني لاشق لاطق" .. فصحن الصيني اذا كان به "شق أو طق" يكون غير صالح للاستعمال .. ما اجمل هذا التشبيه من رجال اشاوس "من أجلنا ارتادوا المنون ولمثل هذا اليوم كانوا يعملون"
لأن هناك من رسموا مسيرة الاستقلال كان لابد هنا أن نشير إلى أبطالنا الأشاوس الذين عملوا لمثل هذا اليوم الجميل، فالاحتفال الذي يصادف اليوم (السبت) جاء وفي الحلق غصة ونحن مازلنا في المربعات الأولى مقارنة بدول أخرى نالت استقلالها بعدنا بكثير … نسأل الله أن يكون سوداننا كما نتمنى له ان يكون وان نكون في المقدمة نماء ورخاء
ونحن نتحدث عن استقلال السودان الجميل ‘فتعالوا معي لنقلب صفحات الاستقلال حتي نتعرف على اجمل ما كتب وكيف جاء الاستقلال ثقافيا وأدبيا
ومابين هذا وذاك وانا اقلب صفحات الماضي الجميل فقد وقفت كثيرا امام كلمات “اليوم نرفع راية استقلالنا” فكانت هي الأجمل.. هذه الكلمات لها قصة كما يحلو لي ان اذكرها وانا اتناولها في كل مقالاتي ونحن نحتفل بالاستقلال . الآن وددت أن اعيد سردها عبر هذه المساحة حتى تتعرف أجيالنا على ما تم، حيث يقول تاريخنا الجميل الذي وثق لها إنها كلمات كتبها الدكتور “عبد الواحد عبد الله يوسف” وتغنى بها فنان أفريقيا الأول الفنان “محمد وردي”.
وحسب ما قال د.”عبد الواحد عبد الله” فإنه “في سنة 1959 كنت طالباً في جامعة الخرطوم وضمن تحضيرات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم تم الإعلان عن فتح باب المشاركات الأدبية للطلاب ليشاركوا بها في احتفال الاتحاد بأعياد الاستقلال في الأول من يناير 1960”.
ويضيف: “جلست ليلتين أكتب هذه القصيدة”، وقدمتها للاتحاد ومن ثم حازت على إعجاب الطلاب المسؤولين.. فغناها كورال الاتحاد في الاحتفال.. وهاجت حينها مشاعر الجميع من الحضور.
ويقول بعد ذلك: “قدمت الأغنية للفنان الشاب حينها "محمد وردي" وقام بتلحينها وأدائها في إذاعة أم درمان، حتى صار كل الشعب السوداني يردد هذه الأغنية في الأول من يناير من كل عام:
اليوم نرفع راية استقلالنا
ويسطر التاريخ مولد شعبنا
يا إخوتي غنوا لنا
يا نيلنا..
يا أرضنا الخضراء يا حقل السنا
يا مهد أجدادي ويا كنزي العزيز المقتنى
كرري تحدث عن رجال كالأسود الضارية
خاضوا اللهيب وشتتوا كتل الغزاة الباغية
والنهر يطفح بالضحايا بالدماء القانية
ما لان فرسان لنا بل فر جمع الطاغية
وليذكر التاريخ أبطالاً لنا
عبد اللطيف وصحبه
غرسوا النواة الطاهرة
ونفوسهم فاضت حماساً كالبحار الزاخرة
من أجلنا ارتادوا المنون
ولمثل هذا اليوم كانوا يعملون
إني أنا السودان أرض السؤدد هذه يدي
ملأى بألوان الورود قطفتها من معبدي
من قلب أفريقيا التي داست حصون المعتدي
خطت بعزم شعوبها آفاق فجر أوحد
فأنا بها وأنا لها
وسأكون أول مقتدي
يا إخوتي غنوا لنا
فكل عام … السودان وشعبه بخير وتعظيم سلام لكل الذين ساهموا في المسيرة حتي نال السودان استقلاله والتحية لكل من كتب نثرآ او شعرآ وساهم في تحرير السودان .. فالوفاء ل اهل العطاء
الرحمة والمغفرة للفنان حسن خليفة العطبراوي وهو يغني :
يا غريب يلا لبلدك
يلا لبلدك سوق معاك ولدك لملم عددك
انتهت مددك وعلم السودان يكفي لي سندك
التحية ايضآ لنساء بلادي اللائي كانت لهن أيادي في صنع الاستقلال وتحية اخرى لمن رفع العلم السوداني .. رمز سيادتنا وعزتنا .. الذي مازال يرفرف في سماء منزل الزعيم "الأزهري" ليذكر كل من جاء بالقرب من منزل "الأزهري" بأن هذا هو العلم السوداني الاول