قبل البدء في كتابة ما وددت ان اكتبه دعوني احي الشاعر "طارق الامين"شاعر كلمات والحان "بلدا هيلي انا" التي تغني بها الفنان "عبود تبودي"ومن ثم الفنانة نانسي عجاج لتضيف لها لونية أخرى عبر الآلات الموسيقية الحديثة بدلآ عن آلة الطمبور … فالشاعر أجاد عندما كتب كلمات هذه الاغنية والتي تدعو إلى الالفة والسلام والمحبة بين الشعب السوداني الذي عان من ويلات الحروب والتي امتدت أكثر من (20) عاما .. نعم السودان وطننا كلنا لذلك جاءت كلمة "هيلي انا" تحكي ان السودان وطن الكل الذي يسع الجميع ولا أحد يدعي الملكية لهذا البلد الرائع الكبير الشامخ كشموخ أهله
بلدا هيلي انا
اساها اساي انا
دموعها دموعي انا
ضميرها ضميري انا
كل آمالي انا السلام يملاها يطلع من هنا والحمام يتشابي
فالكلمات جاءت تؤكد روح الألفة بين كل ربوع السودان فاشجار التبلدي العامرة بترحابها تعانق اشجار النخيل ام "خدرتآ غلابا"
فدموع السودان هي دموعنا والامها هي الامنا .. فالوطنية التي بداخل كل سوداني تجعله يتألم لألم الوطن الكبير ويتحسر على امكانياته الغير مستغلة وسواعد بنية التي لم تبخل متي مانادي نداء الوطن .. بالاضافة الي موارده المعطاءة وخيره الوفير
الآن كادت ان تعصف الصراعات بالسودان … صراعات لايستفيد منها المواطن البسيط ..صراعات عصفت بنا جميعآ وبات الوطن مجروح .. امهات ثكلي وهي تفقد فلذات اكبادها وآخرون هاجروا ولسان حالهم يقول "ابدآ ماهنت ياسوداننا يومآ علينا" بالاضافة الي الواقع السياسي غير معروف النهايات في ظل اللا حكومة واللا سلطة تنفيذية .
ومابين هذا وذاك تضيع الكثير من المكتسبات ويتسبب الضنك المعيشي في ظهور اشياء لم تكن في الحسبان ويكثر المتسولون الذين يسألون الناس اعطوهم او منعوهم فمعظم الناس اصبحوا كما يقال (الحال من بعضه)، وآخرون تحسبهم اغنياء من التعفف
فالسودان قد اقترب من الهاوية ولاندري الي اين نحن سائرون فلابد من وضع هذه النقاط في الاعتبار فعلي القوي السياسية ان تجلس وتتفاكر وتضع المصلحة العليا للبلاد في الاعتبار
المشاكل انستنا حتي ان نتعرف اين وصل التفاوض والاتفاق حول ملف سد النهضة وانستنا مشاكلنا الداخلية وكيف بنا ان نرتقي بصادراتنا وان نضع سياسة واضحة لمحصول القطن الذي يبشر بانتاجية عالية وموسم زراعي شتوي نعيشه الآن ولانعرف تفاصيله الدقيقة ..كم بلغت المساحة المزروعة قمحآ في كل السودان
اذآ لابد من تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد .. حكومة كفاءات بعيدة عن الترضيات التي لم نجني منها شيئآ
حتي نرتقي بسودان الخير وتذهب احزانه وحينها سننسي ويكون الماضي في ذاكرة التاريخ :
الحزن قديم تمطر تزيلو سحابة
لا اطفال حزانا ونازحين غلابة
حتي يعود السودان كما كان بين العالمين عزة وجمال ومهابة