الرئيسية » المقالات » مجرد سؤال[رقية أبو شوك] “كل الجمال وهبوه ليك”

مجرد سؤال[رقية أبو شوك]  “كل الجمال وهبوه ليك”

ابوشوك

” دعوني في البدء قبل الشروع في كتابة هذا المقال ان اهنئ المملكة العربية السعودية حكومة وشعبآ بيوم التأسيس كما احيهم وهم يستقبلون ضيوف الرحمن بكل اريحية وفرح ويقدمون لهم كل ما هو ممكن من تسهيل عمليات شعيرتي “الحج والعمرة” عام بعد الآخر كما احيهم على الطفرة التنموية الهائلة التي عمت كل ارجاء المملكة والتغير الانيق الذي عم المملكة

واقول لهم “كل الجمال وهبوه ليك” كيف لا وهي ارض الحرمين .. فالزائر يلاحظ ذلك دون ان يحدثه احد وهو يتلفت يمنة ويسرة حتي لايفوته مابشماله وهو يلتفت يمينآ

اقول هذا وفي الخاطر اشياء كثيرة تدور وانا اتجول في رحابها الجميل بعد ان اديت شعيرة “العمرة” … فزيارتي هذه المرة الي المملكة العربية السعودية تختلف عن بقية الزيارات السابقة حيث كنت قد زرتها آخر مرة قاصدة الحج في موسم حج 2015م

وكنت قد كتبت عدة مقالات عن كيفية الترتيب الجيد للحج من قبل المملكة وحكومة خادم الحرمين الشريفبن والكلمات الجميلة التي كنا نسمعها من الكل … وكنت كل مرة اشاهد المشاهد الجميلة التي تحتاج الي مجلد بحاله حتي احكي .. ولكن هذه المرة لفت انتباهي القطار وصالات استقباله ومغادراته التي تحكي روعة الرحلة وكأنك علي متن طائرة لم يختلف عن الطائرة كان شبيهها حتي في طريق تقديم الخدمات وقد كتب بالخط الانيق الجميل في صالاته “الخطوط الحديدية السعودية” … يالروعة المشهد .. كانت قضبانه قد صممت في الاعلي بمعني السيارات تحت والقطار فوقآ حتي لايصدم بالسيارات ويعرقل حركة المرور كان كل شى قد تم بخطط ورؤي استراتيجية وتخطيط … فالمسافة التي تقطعها في خمسة ساعات بالسيارة قطار السعودية يقطعها في ساعة او ساعتين والثمانية ساعات في ثلاثة ساعات وهكذا .. نعم اندهشت لسرعة القطار الذي صمم لراحة الركاب وامتعتهم وهنا تذكرت وانا بداخله من جدة الي المدينة المنورة ومن حائل الي العاصمة الجميلة الرياض … تذكرت (من بف نفسك يا القطار) والكلمات التي كتبت في حق القطار وهو يقطع المسافات مرورآ بعدد من المحطات … نعم بعد اداء شعيرة العمرة وزيارة المدينة المتورة حيث المسجد النبوي الشريف والقبة البلوح قنديلها ومسجد قباء “اول مسجد اسس في الاسلام” ..

توجهت الي مدينة حائل حيث والدتي واخواتي وكنت في زيارة لهم لمواساة شقيقتي الصغري دكتورة “نايلة” في وفاة زوجها ابو “عثمان واحمد ووجن” .. وبعدها الي الرياض وكنا قاصدين شقيقتنا دكتورة “احلام” و”ابو احمد واحمد” فالحديث عن الرياض العاصمة يطول ويطول … شاهدت كذلك وانا بمطار جدة الجمال الذي طوق المطار وانت تجوب بداخله مرورآ بكل المساحات والبراح ثم القطار الالكتروني الذي بنقلك الي مرافئ اجمل حتي تجد نفسك امام فحص الجوازت والسير حيث استلام الامتعة وكنت كلما اشاهد منظرآ جميلآ وخدمة اجمل في مطاري “جدة والرياض” احي ارض الحرمين حكومة وشعبآ واردد الآية الكريمة ودعوة سيدنا ابراهيم (ربي اجعل هذا بلدآ آمنآ وارزق اهله من الثمرات)

وحينها تمنيت ان يكون سوداننا بهذا الجمال وتمنيت ان تنتهي صراعاتنا ونلتفت الي التنمية والعمران وتوفير احتياجات المواطن بكل سهولة بعيدآ عن كل شئ لا ان نرهق السودان وشعبه بتردي الخدمات وقطوعات الكهرباء ونحن في بدايات الصيف الذي تأتي بشارته بانها غير مطمئنة صيف بلا “كهرباء” وبلا “ماء” ورمضان على الابواب … تمنيت ان يكون سوداننا كما نحب له ان يكون وان نستفيد من امكانياتنا الهائلة ومواردنا ونستغلها الاستغلال الامثل وان نستفيد من المورد السياحي المهمل ليكون موردآ ايراديآ ضخمآ حتي تدخل ايرادته الخزينة العامة وتكون بردآ وسلامآ على اهله …

تمنيت ان يكون همنا المواطن وازالة الغبن الذي بداخله وهو يعاني مايعان من اجل توفير احتياجاته خاصة وان الراتب لايفي بمايريد في ظل الوضع الاقتصادي المعروف الذي انعكس عليه الوضع السياسي غير المستقر خاصة وان كلاهما يشكل ذراعآ ايمن للآخر …

فعندما تستقر الاوضاع السياسية تستقر الاوضاع الاقتصادية والعكس صحيح … تمنيت وانا اري النظافة والاهتمام بها ان نهتم بالنظافة وازالة النفايات من على الطرقات والتي شوهت منظر العاصمة الخرطوم بالرغم من المساعي ل ازالتها وتخصيص يوم الاربعاء كيوم للنظافة بولاية الخرطوم نعم تمنيت وتمنيت ولكن ليس كل مايتمني المرء يدركه ولكن فقط بالعزيمة والارادة القوية تتحطم الامنيات لتكون واقعآ … فنحن نمتلك المقومات ولكن!!!