نحتفل بأعياد الاستقلال والأعياد الدينية والوطنية بدافع الانتماء للسودان الوطن الذى نعشقه.
يتكرر الاحتفال كل عام ونجتر الذكريات ونبكى على الأيام الخوالي. نمجد الأجداد والأباء ودورهم الوطني وما قدموه لأجل السودان لأكثر من ستة عقود من الزمان. تجدنا نحتفل بماضينا ولكن نشتم ونسب حاضرنا .
يحتفل غيرنا بحاضرهم وما يحققوه الآن من تطور وتقدم وابتكارات من جهد الطاقات والموارد البشرية من الشباب الذى تفتك به المخدرات والعطالة في دولة تبحث عن أمنها واستقرارها السياسي.
تحتفل الصين هذه الأيام بانتعاش النشاط السياحي خلال فصل الربيع وذلك بعد رفع قيود السفر وحركة السياح فى كل بقاع الدولة وذلك بعد الخلاص من مهددات جائحة كورونا كوفيد ١٩ والتي ضربت كل العالم فى مقتل.
يتمتع السودان بكل المقومات السياحية والتي تفتقدها كثير من دول العالم ولكنها تعتمد رغم شح مواردها السياحية والطبيعية بشكل كبير على النشاط السياحي في دعم اقتصاد الدولة.
تناولنا المقومات السياحية في السودان على ذات المساحة في مقال سابق ولكن ما يدفعنا للكتابة مرة أخرى هو غنى السودان بهذه الموارد الطبيعية والتي تجعله يتصدر قائمة الدول عالميا. توجد بالسودان مقومات حضارية تاريخية يضيق المكان للإسهاب في الكتابة عنها ولكننا فقط نسلط الضوء على هذه الواجهات السياحية التي تتقاسمها كل ولايات السودان بلا استثناء. نتحدث عن متحف السودان التاريخي القومي مطلة على النيل الخالد ، كذلك متحف الإثنوغرافيا بشارع جامعة الخرطوم .أضف لذلك أهرامات البجراوية وجبل البركل الذى اعتمدته اليونسكو في سجل التراث العالمي تشاركه في ذلك جزيرة سنجنيب على ساحل البحر الأحمر ومياهه النقية الكريستالية( وليس مخدر الآيس كريستال وتدميره للشباب ).
يذخر البحر الأحمر وهو يمتد على طول ساحل بحرى يشهد كل العالم بموقعه الاستراتيجي للسودان والمنطقة ولنا حديث آخر عن امن البحر الأحمر والمطامع الدولية في المنطقة. وتحكى جزيرة سواكن تاريخ سوداني تليد تغنى بجمالها خيرة شعراء وفناني بلادي ( إنت جنة يا سواكن) .
وتتجه غربا حيث يقف جبل مرة شاهقا يحكى بسالة وشجاعة إنسان دارفور فهو يحاذي ويقابل ثلاث من ولايات دارفور بتقسيمها القديم (شمال وجنوب وغرب ). يقف جبل مره بشلالاته في نيرتتي وقلول المنطقة منطقة بحيرات بركانية ولكنها عانت من صراعات ونزاعات مفتعلة قتلت الولد ودمرت البلد .
تأخذنا السياحة في السودان شرقا إلى جبال التاكا في ولاية كسلا جنة الإشراق والمزارات الدينية. تحتاج كسلا الى تفعيل وتطوير إمكانياتها السياحية وما يصاحبها من خدمات حتى تواكب متطلبات السياحة العالمية باعتبارها ولاية حدودية تهددها الجرائم المنظمة العابرة للحدود والتهريب والمخدرات والإتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية من لاجئين ونازحين.
لا ننسي المحميات الطبيعية تظل حديقة الدندر ابرز المقومات السياحية الطبيعية في السودان تتقاسمها ولايتي النيل الأزرق وسنار فهي أكبر المحميات الطبيعية في أفريقيا ليت قومي يعلمون.
توجد بها الكثير من الحيوانات البرية مثل الأسود والنمور والأفيال والفهود والظباء وغيرها بجانب العديد من الطيور على اختلاف أنواعها كذلك من الممكن ممارسة نشاط السفاري والتنزه على الأقدام( إن توفر الأمن والسلامة للسياح والعاملين بالحظيرة نفسها ).
دعوتنا ان تهتم الدولة (التي تبحث عن الاستقرار السياسي) بأمر السياحة في السودان والتي تتوفر كل مقوماتها فى بلادي …نعم تتوفر كل مقومات السياحة فى السودان وهذا ما تؤكده ويردده لنا خبراء السياحة في لقاءاتنا وحواراتنا معهم .
يحتاج أمر السياحة في وطني لإرادة سياسية تعرف قيمة السياحة الاقتصادية ودورها في رفع نسبة المنتج المحلى من ٢% لتلعب السياحة دورها في دعم الاقتصاد الوطني.
دعوتنا للشباب ومنظمات المجتمع المدني والشركات السياحية ووكالات السفر السياحية الاهتمام بأمر السياحة وتنظيم رحلات تعريفية بالمناطق التاريخية والأثرية.
دعوتنا ان نعزز ونشجع دور المرشد السياحي وسط جيل الشباب لما يمتلكه من قدرة التواصل والاتصال مع السياح .وعلينا أن نجعل من وسائل التواصل الاجتماعي للتعريف بالسودان وعكس الصورة الموجبة والمشرقة عن السودان .يكفينا ما نشر من أخبار سالبة عن المخدرات وتدميرها للشباب قادة المستقبل. السودان جميل بأهله وقاطنيه.