نعمات النعيم : تكتب
تتسارع الخطى وتتعالى الأنفاس وتحشرج الأصوات( فالخطر القادم) أصبح واقعا نعيشه. نكتب نعلق نتحدث بعلو الصوت ،نناقش اهل الخبرة والاختصاص والرأي السديد ،ننظم حملات التوعية ،ندعو لتضافر الجهود علنا نجد مخرجا آمنا.
لم تأت العبارات أعلاه من فراغ ولكن أصبحنا نعيش واقعا مؤلما من انتشار المخدرات بكل أسمائها وأشكالها وأنواعها المستوردة ( لا ادرى كيف دخلت تحت مرأى ومسمع الدولة التي نبحث عن استقرارها) وأحيانا تعدل كيمياء تركيبها محليا والمحورة والمعدلة ولنا فى هذا باع طويل( خبراء الجرائم) .إضافة الى المنتج المحلى (الذى يزرع فى أراضي خصبة تحتاج ان تزينها سنابل القمح والذرة والدخن وسمسم القضارف والزول صغير ما عارف).
نعم انتشرت المخدرات وأصبحت المهدد رغم واحد في بلادي. لم ولن يغمض لنا جفن حتى نرى بلادنا خالية من هكذا مدمرات وراجمات ومهددات لشباب وشابات المستقبل. شاركت مجموعة من إعلامي بلادي العام الماضي ( وكنت مشاركة ضمن المجموعة) فى دورة تدريبية متقدمة نعم متقدمة فقد بحثت وحللت تلك المجموعة التى تلقت جرعات قوية متقدمة من التدريب .
كان مقترح موضوع بحث المجموعة مناقشة انتشار مخدر الآيس كريستال او( الشبو الاسم المرادف له) باعتباره حديث الدخول للسودان عبر حدوده وموانئه الجوية والبحرية. خرجت المجموعة بثلاث سيناريوهات في تعاطيها مع موضوع البحث وقدمت مقترحات حلول للقضية فكان السيناريو الأول ان يزيد انتشار الآيس كريستال وترتفع نسبة تعاطيه وسط الشباب رغم ارتفاع ثمنه الباهظ حيث كان محصورا فقط وسط طبقة الأثرياء . ويجئ السيناريو الثاني بأن تظل معدلات الانتشار كما هي وذلك لتوقع المجموعة بزيادة الوعى وسط المجتمع بخطورة الايس كريستال بجانب حملات المكافحة .أما السيناريو الثالث فكان ان تنخفض نسبة الانتشار رغم ضعف توقع هذا السيناريو الا ان السيناريو الأول تسيد الموقف .
اصبح الآيس كريستال واسع الانتشار بصورة أصابت كل الأسر بالذعر والخوف والقلق ( ليس قلقآ أمميآ كما تظن الأمم المتحدة بإبداء قلقها تجاه قضايا العالم الثالث).
انتبهوا يا قوم …انتبهوا يا هؤلاء فقد أصبحت المخدرات في كل بيت .نعم في كل بيت تعاطيا وتوزيعا وترويجا وأضعف الإيمان تصفحا على وسائل التواصل الاجتماعي…تتسابق كثير من الجهات في تنظيم الحملات التوعوية بخطورة هذه المخدرات ولعل حملة ( ألحق ولدك) ليست ببعيدة عن الأذهان …نقولها بالصوت العالي ( ألحق نفسك قبل ولدك فالمخدرات في دارك ) نعم وسط الحسان اللائي تغنى لهن فناني بلادي ونظم الشعراء اجمل القصائد ( سال من شعرها الذهب فتدلى وما انسكب ) و(السمحة يا ستهم ) و(بدور القلعة وجوهرها) وغيرها من روائع الشعر السوداني.
يحزننى جدا ان تشارك بعض من بنات السودان (وطني العزيز ) فى الترويج لهذا المدمر القاتل الصامت …تراجع دور مؤسسات التعليم عن دورها في التربية قبل التعليم يقصم الظهر. تجاهل الأسر لمراقبة أبنائها وبناتها يرفع مؤشر الخطر لأعلى درجاته ..تتكامل الأدوار البيت…الحى … المجتمع الصغير …لبحث القضية والخروج من النفق المظلم القاتل والذى يسكنه عدو خفى سمحنا بوجوده بيننا برضانا ومن حر مالنا …المخدرات تباع وتشترى لا توزع بالمجان.
نسلط الضوء نبحث عن مخرج قد يساعد الدولة فى تفعيل القوانين الرادعة لهؤلاء القتلة مدمري الاقتصاد الوطني عبر شريحة الشباب عصب الدولة .
دعونا نواصل طرقنا المستمر ليل بنهار ….قطرة الماء قد تكسر الصخر يومآ ما إذا استمرت في سقوطها عليه .
دعونا نعزز قيمة الوازع الديني فينا ونجعل من المخدرات خطرا يهدد النفس التي حرم الله قتلها ( والمخدرات واحدة من أسباب جرائم القتل) .
دعونا نجعل منها قضية الدولة فهي تهدد الأمن القومي لا الشباب فقط …السودان لم يكن دولة عبور ولم يكن معبرا بسبب موقعه الجغرافي والاستراتيجي فقد اصبح دولة منشأ للمخدرات ومقرآ لجماعات تسللت من دولها لتمارس هكذا جرائم تحت غطاء الاستثمار وغيره من الأنشطة غير المعروفة.