الرئيسية » المقالات » كتبت[نعمات النعيم] العيد السعيد فرحة ناقصة

كتبت[نعمات النعيم] العيد السعيد فرحة ناقصة

نعمات النعيم

ت
كل عام والأمة الإسلامية بألف خير. ربنا يحفظ بلادنا آمنة مطمئنة.هكذا جاءت دعوات كل الأسر السودانية ونحن نستقبل العيد بأصوات الدانات وإطلاق الرصاص وماخلفه من دمار هنا وهناك فى كل مدن ولاية الخرطوم ولا استثنى.
تتعالى التكبيرات بقدوم العيد السعيد ليزاحمها ازيز الطائرات الحربية المقاتلة داخل المدن وليس لضرب عدو غاشم يقصد الوطن السودان.تزدحم وسائل التواصل الإجتماعى بأخبار الحرب اللعينة حرب سرقت فرحة الأطفال بقدوم العيد ولبس الجديد لتختفى مظاهر الفرح وأطفالنا ينتشرون فى الشوارع وداخل الأحياء يزينون الطرقات بأبهى ملابس العيد وألوانها الزاهية.
إختفت أصوات طلقات الألعاب النارية عند الأطفال ( والتى نحسبها نوع من نشر ثقافة الحرب فى معناها البعيد) لتحل محلها طلقات الرصاص الحى تصدر من مدافع وطائرات تتبختر فى سماء الخرطوم وغيرها من انواع الأسلحة الثقيلة.
العيد فرحة سرقت فى غفلة من المواطن الذى جاهد النفس ليتخطى أزماته ومعاناته فى بحثه عن لقمة العيش وتوفير الحياة الكريمة لأهله وذويه ويبحث عن الأمن والأمان وهو حبيس الحيطان الأربعة لا يدرى متى تضع الحرب اوزارها ويلعب ويلهو الصغار فى الحيشان لا نقول الأربعة ولكنه
الحوش الكبير (فناء البيت الواسع الذى يسكن بداخله كل افراد الأسرة وضيوفهم) .ليت قومى يعلمون.
لم يأت وقت الحساب بعد .ولا نحاسب من أطلق الرصاصة الأولى( كما يحلو لى ان أسأل هذا السؤال ) ولكنه الوطن الذى بات جريحآ وجرحه غائر ونزفه مستمر يننظر صوت العقل من أبنائه لا غير لوقف إطلاق النار. الحرب دمار للمنتصر والرابح قبل المنهزم والخاسر وفى الحالتين ( انا الضائع ومالاقى البواسنى) كما قال احد الشعراء ليتغنى بها احد الفنانين ويرددها المواطن المغلوب على امره.
يظل المواطن واقفآ فى خانة المتفرج على طرفى الصراع فى هذه الحرب اللعينة التى سرقت فرحة العيد السعيد.
دعوتنا ان نحكم صوت العقل وليقف إطلاق النار لأجل إنسان السودان بكل مكوناته واطيافه واحزابه السياسية( الغائبة فى غيبوبة تامة ومنظمات المجتمع المدنى التى يتوقع منها ان تخدم المواطن فى هذه الفترة الحرجة والعصيبة وتقدم ابسط الخدمات والعون للمواطن وإن ضاقت وتقلصت مساحة حركته بسبب الحرب اللعينة.
يحتاج المجتمع السودانى لتكافل أبنائه وتضامنهم وتضافر جهودهم وسندهم بعضهم بعضآ حتى تنتهى هذه الحرب .