الرئيسية » المقالات » كتبت[نعمات النعيم] الخرطوم تكشف المستور

كتبت[نعمات النعيم] الخرطوم تكشف المستور

نعمات النعيم

تباينت واختلفت الحكومات بين المدنية والعسكرية والحزبية لتحكم السودان لأكثر من ستة عقود من الزمان  منذ استقلال السودان في العام ١٩٥٦ قبل استغلاله من حكومات تشاكست  وتصارعت من اجل كراسي السلطة ونعيمها الزائل .
تشهد بلادي حربا عبثية قاربت الشهرين حربا لا لون ولا هدف لها هدمت ودمرت وضربت المواطن في مقتل .
تشردت ونزحت معظم الأسر التى كانت تقطن الخرطوم التى تغنى لها شعراء بلادى ولجمال النيل والخرطوم بالليل .
وصف احد الزعماء الأفارقة مشاركا في واحدة من مؤتمرات القمة الافريقية في عهود مضت بأن شارع النيل فى السودان من اجمل الشوارع في أفريقيا.
الخرطوم تحترق الآن لتشهد حربا يدفع المواطن فيها الثمن غاليا. لم تختلف الخرطوم  عن غيرها من  ولايات ومناطق (سوداني الجوه وجداني) كثيرا فقد دارت فيها رحى الحرب والصراعات القبلية والأهلية وكانت النتيجة نزوح مواطني تلك المناطق للخرطوم باعتبارها الملاذ الآمن.

 يعتقد من يعتقد ويظن آخر انها جنة الإشراق كما وصف الشاعر كسلا وجمالها وتلالها ودلالها. أخطأوا جميعا .ما عادت الخرطوم هي كما نظن .لم تكن آمنة ومطمئنة تصحو وتنام على أصوات المدافع والطائرات المقاتلة والدانات ومضادات الطائرات .
تتحول عبثآ لحرب مدن وشوارع كما حدث فى كثير من دول الجوار والإقليم .نعم سبقتنا كثير من الدول لكنها وعت الدرس جيدآ لتوقف الحرب اللعينة وتعمل على إعادة بناء الدولة لتصبح فى مصاف الدول المتقدمة ( عن رواندا أتحدث).
كشفت حرب الخرطوم ومنذ اندلاعها منتصف ابريل الماضي فشل إدارة الدولة وتوفير الأمن والاستقرار للمواطن الذى هرب صوب الريف السوداني لتفتح له أبوابه وقلوب اهله بكل سماحته وطيبة إنسانه وعلو كعبه.
تعالت الأصوات لوقف الحرب مناديه بالسلم والأمن والاستقرار للمواطن.
دعوة نطلقها لكل من ترك داره وماله وأهله في الخرطوم أن الفرصة أتت للبناء والنماء من الريف السوداني .
نكررها دوما في كتابتنا أن التنمية تبدأ من الريف .ورسالتنا لمن سيحكم السوى عجل لم يتسنى لهم ان يحملوا معهم القليل من متاع الدنيا الزائل. دان من الخرطوم  فالفشل حليفكم من الآن.
أعادت العودة للجذور الطمأنينة والسكينة لساكني الخرطوم التي تركوها بليل 
دعوتنا لطرفي الصراع في الحرب العبثية أن أوقفوا الحرب لأجل إنسان السودان  لا لكراسي السلطة والثروة .