تنفس الكثيرون من السودانيين الصعداء عقب قرار رفع حالة الطوارئ بالبلاد يوم الأحد الماضي ما جعل البعض يرفع معدل التفاؤل بالدخول فى حوار وطني جاد بين المكون المدنى والعسكرى لما فيه مصلحة عموم أهل السودان .حالة الطوارئ التى فرضت على البلاد عقب ما أسماه رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش السودانى تصحيح مسار وما أطلق عليه الكثيرون إنقلابا عسكريا فى ٢٥ أكتوبر الماضى .
يعتبر المرسوم الدستورى برفع حالة الطوارئ فى كل انحاء البلاد مؤشرا إيجابيا لإنهاء الأزمة السياسية الراهنة. كذلك يمثل رفع الطوارئ فرصة لتنقية الأجواء لإدارة حوار يحقق الاستقرار فى الفترة الإنتقالية.فالمرسوم جاء بتوصية من مجلس الدفاع والأمن فى وقت سابق برفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح جميع المعتقلين وتهيئة المناخ الملائم للحوار والتوافق الوطنى.
بكل هذه المعطيات فإن رفع حالة الطوارئ والتي استبشر بها المواطن السودانى خيرآ رغم إستمرار حالات التظاهر فى الشارع السودانى وإن تباعدت ازمان خروجها وتنظيمها وإدارتها حيث اقتصرت على بعض المناطق ما يشير الى غياب من يقود الشارع السوداني فى حراكه وتظاهره ومطالبته بمدنية الدولة .
تتطلب المرحلة المقبلة جلوس أطراف التشاكس الى طاولة شراكة حقيقية لإجراء حوار وطنى تسوده روح الوفاق والشفافية للخروج برؤية صادقة تعبر عن مسار الديمقراطية التى أصبحت هاجسا يؤرق كل مواطن يحمل هم الوطن وأمنه واستقراره.
تشهد الساحة السياسية هدوءا مشوبا بالحذر نخشى أن لا يكون الهدوء الذي تعقبه رياح عاتية تقلب موازين الأمور .لا يكتمل المشهد فى الحوار الوطني الا بمشاركة كل مكونات المجتمع وأطيافه السياسية فى حضور لمنظمات المجتمع المدني شبابه ونسائه للخروج من أزمة الراهن السياسي والاتفاق على خارطة طريق لاستكمال مهام الفترة الانتقالية وفق مواقيت متفق عليها ومحددة تخدم كل فئات الشعب السودانى.الصراع والتشاكس بين مكونات حكومة الفترة الانتقالية
لا يخدم للوطن قضية .
نتوقع ان يستفيد الجميع من هذه الفترة وإبداء حسن النوايا وتقديم التنازلات من كل الأطراف للسير قدما فى تحقيق الاستقرار السياسى وما يليه من استقرار اقتصادى اجتماعى وثقافى والدخول فى مرحلة الاستعداد لانتخابات حرة ونزيهة تدار بعدها دولة المؤسسات بكل الشفافية بعيدا عن المحسوبية والفساد الذى يعانى منه الإقليم والمنطقة المحيطة بالسودان فهو ليس بمعزل عن محيطه .
دعوتنا أن تشهد الساحة السياسية حراكا يقوده زعماء وأهل الحكمة والحل والعقد للخروج من عنق الزجاجة لفضاء الديمقراطية التي يحلم بها كل مواطن سوداني .
ودعوتنا الأخرى أن يلتزم الجميع بمبدأ الشفافية فى التعاطي مع قضايا السودان وتهيئة بيئة حوار وطني جامع لا ينفض سامره بعد انتهاء جلسات الحوار.