الرئيسية » المقالات » كتبت[نعمات النعيم]دولة المؤسسات..أين هى؟

كتبت[نعمات النعيم]دولة المؤسسات..أين هى؟

النعيم1

نشير كثيرا فى كتاباتنا الى الحديث عن دولة المؤسسات وغياب المؤسسية فى الدولة .وهناك عدة أسئلة مشروعة يطرحها بعضنا عن ما هى دولة المؤسسات ؟ ولماذا نجحت بعض الدول فى إدارة شأنها الداخلى وفق وضع خطط وبرامج وسياسات  تنفذ أهداف وأجندة دولة المؤسسات.
يعرف خبراء  السياسة  والإدارة دولة المؤسسات  بأنها  الدولة التي لا تعتمد على الأشخاص في وجودها واستدامتها وبقائها، بمعنى ان الأشخاص والقادة والوزراء يذهبون، لكن دولة المؤسسات تبفى و لا تتأثر بغيابهم، لأنها أسست على قواعد وانظمة واضحة يحتكم إليها الجميع، فالكل يعلم ماله وماعليه، والقوانين تطبق على الجميع فلا احد فوق القانون، ولا يستطيع القادة تفصيل وتعديل الحكم والدستور على حسب اهوائهم، بل ضمن القنوات والمؤسسات الشرعية والدستورية المنتخبة من قبل الشعب.
نستهل مقال اليوم ونقتبس هذا التعريف والذي نحسبه يضع النقاط على كثير من الحروف.
يحترم المواطن ويكفيه شرف الإنتماء للدولة  التى تعتمد على المؤسسية والقانون فى إدارة شئونها  . نعم تذهب الحكومات بكل طاقمها واركان حربها وسلمها وتظل الدولة فكم من طغاة جبابرة حكموا لعقود من الزمان وذهبوا وكانوا نسيآ منسيآ .تعرف الدولة الرشيدة  كيف تؤسس لنجاحها .نجحت دول وفشلت أخرى وذلك بسبب صراعات الساسة والقادة و الأهواء والمطامع الشخصية .
تعلو الأصوات منادية بالدولة المدنية …نعم ياسادة نحن نبحث ونجاهد ونقاتل لأجل الوطن واستقراره الذي لا يتأتى فى غياب دولة المؤسسات.
يتعاطى الإعلامى( الحق ) مع كل قضايا الوطن دون انحياز الحكومة مصيرها الزوال بكل قوتها وجبروتها وصلفها وتظل الدولة بكل مؤسساتها.   هذا التعاطى يجعلنا  نسلط الضوء ،نشير إلى خلل ما ،فساد ، ظلم قهر ،نلفت النظر ،نكتب ونناقش ونبحث عن المسكوت عنه ، ولكن بالطرق المستمر على القضايا لابد من حلول قد لا تأتى من هذا أو ذاك الإعلامي ولكنه يزيح الستار ليشاركه أهل الرأى والراى الآخر، أهل الحل والعقد وضع خارطة طريق وحلول قد تكون هاديا ودليلا للخروج لبر الأمان.
يصدمك البعض بعبارات ( انت تحرث فى البحر ، وأنت تنفخ فى قربه  مخرومه( أى بها ثقوب)  قد تهزمك او تقلل من قيمة ما تتناوله من قضايا، ولكن الإعلامي ينظر للجزء الممتلئ من الكوب . يظل يكتب ويبحث عله يشارك فى  وضع حلول تخدم الوطن والمواطن فى دولة المؤسسات التى نحلم بها …(كل المنى ان لا تكثر أحلامنا) لنعيش واقعا مستقرا فى وطن آمن ينعم بتنمية مستدامة لا ترتبط فقط بحكومات قد تزول فى يوم من الأيام.