نامت الخرطوم العاصمة (السودانية) ليلة أمس فى ظلام دامس نتيجة إنقطاع التيارالكهربائى بصورة مفاجئة عن كل الولاية بلا إستثناء ليزيد من مخاوف معظم المواطنين الذين تضرروا ومازالوا من تفلتات أمنية وظهور عصابات تفننت وابدعت فى رعب المواطن ومارست حل أشكال العذاب والقلق والخوف.
ينقطع التيار الكهربائى عن الخرطوم التى طالما نظم الشعراء وتغنى المغنون ( لجمال النيل والخرطوم بالليل) أصبحت مدينة حزينة أشبه بمدينة الأشباح .ينقطع التيار الكهربائى لساعات طوال والمرضى بمستشفيات الخرطوم البعض داخل غرف العناية المركزة الا من رحم ربى داخل بعض المستشفيات الخاصة مليارية الرسوم .تنام الخرطوم فى ظلام يزيد المشهد السياسي قتامة وضبابية .تشير بعض التقارير الى ان السعة التشغيلية للكهرباء٣٧٩٠ ميغاواط بينما المتاح الآن٢٦٠٠ ميغاواط والعجز واضح والفشل أوضح فى معالجة هذا العجز .من المسئول عن خلق هذه الأزمات المفتعلة داخل قطاع الكهرباء. ما هى العناصر التى تعمل على التخريب والتدمير داخل قطاع حيوى يهم كل المجتمع.
المتابع لحراك الشارع وإفتعال الأزمات التى تثير حفيظة المواطن وتجعله فى حالة رفض وتظاهر و إحتجاج متواصل نتيجة تردى الخدمات الضرورية والحيوية .تهتم معظم دول الإقليم من حولنا بتوفير الكهرباء والمياه باعتبارهما من الخدمات الأساسية والتي يتم توفيرها ورصد ميزانيات ضخمة لخدمة المواطن فى الصحة والتعليم والمياه.
ربط الفشل السياسي بافتعال أزمات تضرب المواطن فى مقتل وتؤثر على معاشه وخدماته الأساسية لهو قمة الاستهتار والاستخفاف بالمواطن الذي مازال يبحث عن ملاذ آمن عقب سقوط نظام جثم على صدره ثلاثون عاما .قفزت كثير من الدول فوق حاجز ازماتها وحققت طفرة تنموية لشعوبها ونحن لازلنا نكابد مكايدات بعض الأحزاب السياسية وخلقها لأزمات القصد منها صرف اهتمام المواطن بمتابعة فشلها فى المساهمة فى الحياة السياسية السودانية التى كانت مثالآ يحتذى.
يتكرر مشهد إنقطاع التيار الكهربائى دون مبرر منطقى يجعل مسؤولي قطاع الكهرباء محل إحترام وتقدير.يتوقع ان يزداد الوضع سوءآ مع دخول فصل الخريف بكل بهائه وجماله ومانتوقعه من مشاكل تصريف وصرف صحى وأوبئة وأمراض. من المسئول عن انقطاع التيار الكهربائى بصورة عشوائية منظمة ومقصودة تزيد من أزمات المواطن المغلوب على امره؟